للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية عشرة في التحذير من بعض الألبسة]

الخطبة الثانية عشرة

في التحذير من بعض الألبسة الحمد لله الذي جعل الرجال قوامين على النساء بما فضلهم عليهن في الخلقة، والعقل، والذكاء، وأوجب عليهم أن يؤدوا إلى النساء حقوقهن، ويقوموا بواجبهن، ويراعوا ما عليهم نحوهن من المسؤلية الكبرى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحكم الحاكمين، وأرحم الرحماء، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أنزل الله عليه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: ٣٣] صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن يهديهم اهتدى، وسلم تسليما.

أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى و {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦] واتقوا الله في النساء، أدوا حقوقهن، قوموا بواجبهن، أدبوهن تأديبا شرعيا يكفل لهن مصالح الدنيا والآخرة وجهوهن إلى سلوك ما كان عليه السلف الصالح من لزوم الشيمة والحياء، فإن الحياء شعبة من الإيمان، ومن لم يستح، فليصنع ما شاء.

أيها الرجال: لقد جعلكم الله قوامين على النساء، فقوموا بهذه الوظيفة، دبروا شؤونهن، وأدبوهن، ولا يكن أحدكم بين أهله كالمفقود لا يأمرهم بالخير والرشاد، ولا ينهاهم عن الشر والفساد، فإن ذلك مفسدة من وجهين أحدهما إهدار كرامته، وإبطال رجولته بين أهله، والثاني إضاعة ما أوجب الله عليه من القيام عليهم، فإن الله تعالى لم يجعله قواما على النساء، إلا سيسأله عن هذه المسؤولية التي حمله إياها. أيها الناس: لو أن راعي غنم أهملها، ولم يسلك بها مواضع الخصب ألستم تعدونه مفرطا؟ ولو أن راعي غنم سلك بها أودية مهلكة، ورعاها في مراعي ضارة ألستم تعدونه ظالما معتديا؟ إذن فلماذا يرضى أحدكم يا رجال أن يرى أهله مقصرين فيما وجب عليهم، أو منهمكين فيما حرم الله عليهم، ثم لا يأمرهم بالواجب، ولا ينهاهم عن المحرم مع أنه هو راعيهم الذي استرعاه عليهم نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو القائم عليهم بما فضله الله به عليهم؟ أيها الناس: أيها الرعاة على أهليهم: إن في عوائلنا مشاكل عديدة يؤسفنا أن توجد فيهم، ثم لا نجد تعاونا جديا لحلها، وإنما هو كلام في المجالس، وتلوم، وتضجر لا عمل معه حتى نفس المتلومين المتضجرين تجدهم ينظرون إلى أهلهم واقعين في شيء من هذه المشاكل

<<  <  ج: ص:  >  >>