الأخلاق والتحلل من الفضيلة. لقد كنت أسمع الكثير عن مجلات معينة وكنت أقدم رجلا وأؤخر أخرى عن إضاعة الوقت في قراءة مثل هذه المجلات حتى رأيت من الواجب أن أمر مرورا عابرا على شيء من تلك الصحف لأعرف ما فيها من شر أتقيه وأحذر منه فأتحت الفرصة لنفسي في المرور على مجلة النهضة التي تصدر في الكويت وتدخل إلى بلادنا وتباع في أسواقنا وتقع في أيدي شبابنا من ذكور وإناث فوجدت المنظر شرا من المسمع. وجدت أقوالا نابية في الحب والغرام منظومة ومنثورة. وجدت صورا من النساء جميلة تثير الشهوة وتفتن القلب إلى حد أنها أجرت مسابقة لعرض الأجمل من النساء والمعبر عنها بملكة الجمال فصورت أجمل من تقدم لها على الغلاف بصورة مغرية. وجدت تصوير عناق وضم بين رجل وامرأة تحت عنوان (رسول الحب) وتحته قصيدة كلها غرام بالحب. وجدت أزياء وأشكالا من الألبسة على تلك الصور لا يقرها دين سماوي ولا ضمير شريف. وجدت دعاية للتدخين عليها صور الرجال ونساء في أيديهم سجائر. وجدت هذا كله في لمحة سريعة لسبعة أعداد فقط وما فاتني من صفحاتها وأعدادها الأخرى أكثر هذه المجلة أنموذج واحد من كثير من المجلات التي ربما تكون أقبح من هذه وأخبث.
فيا أيها المواطنون يا أيها المؤمنون إنني أدعوكم باسم الإيمان بالله وباسم الإسلام وبكل وصف تستحقونه من شرف وفضيلة أن لا تتسرب إلى بيوتكم وإلى أيديكم مثل هذه المجلات التي تصرفكم عن الصراط المستقيم وتحرفكم عن أخلاقكم وقيمكم إن كل ما يعرض فيها لا بد أن يؤثر على من قرأها مقتنعا بها وبما تنشره من أفكار ومظاهر.
فاتقوا الله عباد الله وإياكم أن تبذلوا الأموال في شرائها والمساهمة فيها فإن في ذلك مفاسد كثيرة منها إضاعة المال حيث يبذله فيما لا نفع فيه بل فيه مضرة وقد جعل الله المال للناس قياما تقوم به مصالح دينهم ودنياهم:{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا}[النساء: ٥] فمن صرف المال في غير ذلك فقد غيره عما خلق من أجله وصرفه في غير محله وصدق عليه أنه أضاعه وارتكب ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من إضاعة المال ومن مفاسدها إضاعة الوقت الذي هو عند العقلاء أثمن من المال لأنه ظرف العمل ونتيجته وسعادة المرء وشقاوته وهو مسؤول عنه كما يسأل عن المال فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم