للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاباه في ذلك وأشار عليه بها مع أن غيرها أصلح منها، وهذا خطأ فاحش وغش لمستشيرك، فالواجب عليك أن تشير عليه بما هو أصلح فإن أشكل عليك فأخبره بأنك متوقف في ذلك، ولتكن مشورتك عن درس للأمور وبصيرة فيها بحيث لا تقدم عليها إلا بعد التروي والبحث من جميع النواحي، خصوصا في الأمور الهامة والأمور العامة فإن المسؤولية فيها تكون أعظم وأكبر فتتطلب التروي والدرس أكثر وأكثر، ومن أكبر العون على ذلك أن يناقش الرأي إذا طرح من جميع جوانبه وتورد عليه الإيرادات والأسئلة التي يمكن أن توجه إليه، فإن سلم منها وتخلص فقد تبين أنه رأي سديد، وإن لم يتخلص مما يورد عليه فليطلب رأي آخر أسد منه. فمتي استعان الإنسان بالله وسلك السبل التي توصل إلى الحق قاصدا بذلك الحق هداه الله إليه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ - وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: ٣٦ - ٣٨] اللهم اجعلنا من هؤلاء السادة المفلحين ووفقنا لما فيه صلاحنا وصلاح أمتنا في أمر الدنيا والدين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصل اللهم على عبدك ونبيك محمد وآله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>