ولقد كان الأجلاء من الصحابة تعرض لهم المسألة لا يدرون حكم الله فيها فيهابونها ويتوقفون فيها فها هو أبو بكر -رضي الله عنه- يقول أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله بغير علم، وها هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تنزل به الحادثة فيجمع لها الصحابة ويستشيرهم فيها وقال ابن سيرين لم يكن أحد أهيب بما لا يعلم من أبي بكر ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب بما لا يعلم عن عمر.
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم.
وسئل الشعبي عن مسألة فقال لا أحسنها فقال له أصحابه قد استحيينا لك فقال لكن الملائكة لم تستحي حين قالت لا علم لنا إلا ما علمتنا.
وجاء رجل إلى مالك بن أنس أحد الأئمة الأربعة فقال يا أبا عبد الله جئتك من مسافة بعيدة مسألة حملني إياها بلدي لأسألك فقال فسل فقال لا أحسنها فبهت الرجل فقال ماذا أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم قال تقول لهم قال مالك لا أحسن.
وكان الإمام أحمد يسأل عن المسألة فيتوقف أو يقول لا أدري أو يقول سل غيري أو سل العلماء أو نحو ذلك.
فاتقوا الله أيها المسلمون ولا تقولوا في دين الله ما لا تعلمون:{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الأنعام: ١٤٤]
اللهم اعصمنا عن الزلل ووفقنا لصواب القول والعمل واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.