للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في دنياهم غافلون؟ أما بغت أناسا خرجوا من بيوتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون؟ فمن منكم أعطي أمانا أن لا تكون حاله كحال هؤلاء؟

أيها المسلمون، وماذا بعد الموت الذي لا تدرون متى يفاجئكم؟ إنه ليس بعده عمل، ولا استعتاب ليس بعده سوى الجزاء على العمل: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧ - ٨]

أيها المسلمون، أيها المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، وما أنزل عليه من ربه إن مما أوجب الله عليكم في صلاتكم أن تؤدوها في المساجد في جماعة المسلمين: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: ٤٣] هذه هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدي، وإنهن من سنن الهدي، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر، فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.

أيها المسلمون إن الصلاة مع الجماعة في المساجد من واجبات صلاتكم، ومن إقامتها والمحافظة عليها، المصلي مع الجماعة قائم بما فرض الله عليه والمتخلف عن الجماعة، بلا عذر عاص لربه مخاطر بصلاته، فإن من علماء المسلمين من يقول عن من ترك الصلاة مع الجماعة بدون عذر: فصلاته باطلة، قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وقاله الإمام أحمد في رواية عنه: المصلي مع الجماعة هو الكيس الحازم الحائز للغنيمة، فإن الصلاة مع الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، والمتخلف عن الجماعة بلا عذر كسول مهمل محروم تشبه حاله حال المنافقين الذين قال الله فيهم: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} [النساء: ١٤٢] وقال فيهم نبيهم صلى الله عليه وسلم: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، والذي نفس محمد بيده لو يجد أحدهم عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء» . أقسم

<<  <  ج: ص:  >  >>