للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه لا يجوز للرجل لبسه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. ومن ذلك لباس ما يقصد به الفخر والخيلاء من ثوب أو سروال أو نعل أو غيرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يفخر أحد على أحد، فيتظاهر بالرفعة والعلو عليه، وما يدري هذا المفتخر، فلعل الأحوال تتغير، فيحل محل من افتخر عليه في الفقر والإعواز، ويحل الثاني محله في الغنى والوجود وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي في حلة (إزار ورداء) تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته، إذ خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة» . وفي الحديث عن ابن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من تعظم في نفسه، واختال في مشيته، لقي الله، وهو عليه غضبان» . ومن ذلك أن ينزل لباس الرجل إلى ما تحت الكعبين سواء كان قميصا أم سروالا أم مشلحا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أسفل من الكعبين فهو في النار". فإن جره خيلاء كانت العقوبة أعظم وأشد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» . ومن ذلك لباس الرجل الحرير الطبيعي فكل لباس من حرير سواء كان ثوبا، أم سروالا، أم شرابا، أم غترة، أم طاقية، أم غيرها، فهو حرام على الرجال. ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تلبسوا الحرير، فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» . وقال: «إنما يلبس الحرير من لا أخلاق له» . ومن ذلك لبس الرجل الذهب، فلا يجوز للرجل أن يلبس ذهبا لا خاتما، ولا سوارا، ولا أزرارا، ولا غيره ففي صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل، فنزعه وطرحه، وقال: " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار، فيجعلها في يده» ، فقال الناس للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به، فقال: والله لا آخذه، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي سنن النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه «أن رجلا قدم من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار» . وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات من أمتي، وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة» . (رواه أحمد) . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>