للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجتهدوا عباد الله في طلبها كما كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يفعل، فإنه كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله بعبادة ربه نعم كان يفعل ذلك، وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر الذي هو أتقى الناس وأخشاهم لله تعالى فكيف بنا نحن المفرطين المذنبين.

فاجتهدوا عباد الله في طلب تلك الليلة الشريفة المباركة، وتحروا خيرها وبركتها بالمحافظة على الصلوات المفروضة وكثرة القيام وأداء الزكاة وبذل الصدقات وحفظ الصيام وكثرة الطاعات واجتناب المعاصي والسيئات والبعد عن العداوة بينكم والبغضاء والمشاحنات، فإن الشحناء من أسباب حرمان الخير في ليلة القدر، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبر أصحابه بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين أي: تخاصما، وتنازعا، فرفعت بسبب ذلك.

واحرصوا على قيام الليل مع الإمام في أول الليل وآخره، وإذا قمتم من منامكم، فقولوا: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، واذكروا الله، وادعوه، وتطهروا، وافتتحوا القيام بركعتين خفيفتين امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، واتباعا له، ولتحلوا عنكم عقد الشيطان التي يعقدها على كل نائم، فإذا استيقظ، وذكر الله انحلت عقدة، فإذا تطهر انحلت الثانية، فإذا صلى انحلت الثالثة فأصبح نشيطا طيب النفس، ومن جاء وقد شرع الإمام في القيام، ولم يصل الركعتين الخفيفتين في بيته، فإنه يدخل مع الإمام، ولا يصليهما لئلا ينفرد بصلاة وحده عن الجماعة.

وأطيلوا القيام في الليل أطيلوا القراءة، وتدبروها، وأطيلوا الركوع، والقيام بعده وأطيلوا السجود والجلوس بين السجدتين، واجعلوا القيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين مقاربا للركوع والسجود، ولا تفعلوا كما يفعل كثير من الناس يطيلون الركوع، ويقصرون عنه القيام بعده، ويطيلون السجود، ويقصرون عنه الجلوس بين السجدتين، فإن ذلك خلاف السنة. قال البراء بن عازب رضي الله عنه: «كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده وإذا رفع رأسه من الركوع وبين السجدتين قريبا من السواء» . أكثروا في الركوع من تعظيم الله عز وجل بقول: سبحان ربي العظيم وغيرها مما ورد، وأكثروا من تحميد الله والثناء عليه في القيام بعد الركوع حتى يكون مقاربا للركوع، وأكثروا من الدعاء في السجود بعد قول: سبحان ربي الأعلى وغيرها مما ورد، فدعاء الله في السجود حري بالإجابة، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وأكثروا من الدعاء في الجلوس بين السجدتين حتى يكون مقاربا للسجود. وأحضروا قلوبكم

<<  <  ج: ص:  >  >>