للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدا. ثم سيروا إلى منى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة أن يدفعوا من مزدلفة في آخر الليل. فإذا وصلتم إلى منى، فابدؤوا برمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات كل حصاة أكبر من الحمص قليلا، والقطوها من حيث شئتم، وكبروا مع كل حصاة، واعلموا أن الحكمة من رمي الجمرات هي إقامة ذكر الله وتعظيمه، ولذلك يكبر الرامي عند رميه، ولستم ترمون شياطين كما يظن بعض الناس، وإنما ترمون هذه الأحجار في هذه الأماكن تعظيما لله عز وجل، واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رميتم، فاذبحوا الهدي إن تيسر، ولا يجزئ منه لا من يجزئ في الأضحية، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة، إذا رجعتم، ويجوز صيام الأيام الثلاثة قبل الطلوع، ويجوز في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويجوز صيام الأيام السبعة بعد رجوعكم متتابعة ومتفرقة. وإذا ذبحتم الهدي المتيسر، فاحلقوا رؤوسكم، والنساء يقصرن، وإذا رميتم، وحلقتم حل لكم كل شيء من محظورات الإحرام إلا النساء، فتلبسون ثيابكم، وتطيبون، ثم تنزلون إلى مكة، فتطوفون بالبيت للحج، وتسعون له بين الصفا والمروة، وبذلك تحلون الحل كله، فيحل لكم جميع محظورات الإحرام حتى النساء.

أيها المسلمون إن الحجاج يوم العيد يؤدون مناسك عظيمة، ولذلك سماه الله يوم الحج الأكبر إنهم يرمون جمرة العقبة، ثم يذبحون هديهم، ثم يحلقون رؤوسهم، أو يقصرون، ثم يطوفون بالبيت، ويسعون بين الصفا والمروة والأكمل أن يفعلوها يوم العيد على هذا الترتيب، فإن قدموا بعضها على بعض، فلا حرج، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل يوم العيد عن شيء قدم، ولا أخر إلا قال: افعل ولا حرج تيسيرا على العباد ورحمة بهم، ولو أخرتم الطواف والسعي حتى تنزلوا من منى، فلا حرج غير أنكم لا تتمتعون بالنساء قبل ذلك، وإن أخرتم ذبح الهدي إلى اليوم الثالث عشر، وذبحتموه بمكة، فلا حرج.

أيها الناس: بيتوا بمنى ليلتين الحادية عشرة والثانية عشرة، وارموا الجمار الثلاث في اليومين بعد زوال الشمس ابدؤا برمي الجمرة الأولى الشرقية، فارموها بسبع حصيات، وكبروا مع كل حصاة، ثم تقدموا عن الزحام، وقفوا مستقبلي رافعي أيديكم إلى ربكم تدعونه دعاء طويلا، ثم ارموا الجمرة الوسطى بسبع حصيات، وكبروا مع كل حصاة، ثم تقدموا عن الزحام، وادعوا الله دعاء طويلا وأنتم إلى القبلة رافعي أيديكم، ثم ارموا جمرة العقبة بسبع حصيات، وكبروا مع كل حصاة، وانصرفوا بعد ذلك بدون وقوف للدعاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>