للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونساء عراة يأتيهم لهب من أسفل منهم فسأل عنهم فقيل له هم الزناة والزواني» . وقال صلى الله عليه وسلم «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» (متفق عليه) . وقال «إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة فإذا أقلع أي تاب رجع إليه الإيمان» (رواه أبو داود) . وقال إذا ظهر الزنا والربا في قرية أحلوا بأنفسهم عذاب الله (رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد) .

أيها المسلمون إن الزنا بالإضافة إلى هذه العقوبات فيه مفاسد عظيمة يفسد القلب والفكر ويوجب الذل والعار ويضيع النسل ويخلط الأنساب وينشر الأمراض التناسلية فهو فساد في الدين والدنيا والفرد والمجتمع ومن ثم جاءت الآية الكريمة بالنهي عن قربانه فقال تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: ٣٢] والنهي عن قربانه نهي عن جميع الأسباب الموصلة إليه كاللمس والنظر فلا يحل للمؤمن أن يتمتع تمتعًا نفسيًّا أو جنسيًّا أعني سواء كان تمتعه بالنظر ونحوه مجرد راحة نفسية أو لأجل التمتع الجنسي والشهوة فكل ذلك حرام ولا يجوز في غير الزوجة قال الله تعالى {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ - إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ - فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: ٥ - ٧]

أيها الناس إن كثيرًا من ذوي النفوس السافلة والإرادات الضعيفة غلبتهم نفوسهم حتى أطلقوا لها العنان في التمتع بالنظر إلى النساء فأصبحوا أسرى لأهوائهم المنحرفة حتى صدَّهم ذلك عن ذكر الله وعن مصالحهم فصار همهم التجول في الأسواق لغير غرض ولا حاجة سوى مطاردة أهوائهم التي لا ينالون من ورائها إلا الهم والأماني الكاذبة لعب الشيطان بعقولهم حتى أنزلهم إلى مشاركة البهائم {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: ١٢٠]

أيها الناس إن على المجتمع أن يتتبع أمثال هؤلاء وينتشلهم مما وقعوا فيه بنصيحتهم وزجرهم وعقوبتهم ومنع الأسباب التي تغريهم ومن أهمها منع خروج النساء من البيوت إلا لحاجة لا يمكن قضاؤها من قبل الرجال إن على ولي كل امرأة من أب أو أخ أو عم أو أي ولي آخر يرعى حرمه من الفساد وأسبابه أن يمنعها من الخروج في حالة تُوقِع في الفتنة من التجمل والتطيب وأن يراعي حركاتها وسكناتها وسلوكها في المدرسة وفي البيت وغير ذلك كما

<<  <  ج: ص:  >  >>