من الفضة يعني مئةً وستين درهمًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عَرْض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك» وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها الناس: إن في ازدياد المهور تركًا للأفضل والأنفع ومن مفاسدها إغلاق باب النكاح أمام قاصديه من الرجال والنساء فكم في البيوت من فتيات يردن النكاح وكم في الأسواق من فتيان يريدونه ولكن حال دونهم تلك المهور الباهظة ومن مفاسد زيادة المهور تصعيب الحياة الزوجية وتنكيدها فإن الزوج إذا لم يتلاءم مع زوجته لا تسمح نفسه بفراقها إلا بتعب وتنكيد وربما يأبى أن يفارقها حتى تبذل له ما أعطاها وهذا وإن كان لا يجوز أعني لا يجوز أن يحدها على المفارقة بعوض إذا كانت مستقيمةً وقائمةً بالواجب نحوه ومن مفاسد ازدياد المهور أنها قد تضطر الإنسان إلى شغل ذمته بالديون. ومن مفاسدها أنها قد تضطر الإنسان إلى أن يتزوج بنساء لا يتلاءمن مع عادات البلاد وتقاليدها فيحصل من المشقة عليها وعليه ما هو معلوم.
إن القلوب إذا استولى اليأس عليها قنطت ولم تصل إلى مطلوبها وإن الناس إذا تخاذلوا واستبعدوا الأمور وقالوا هذا بعيد هذا لا يمكن فلن يصلوا إلى غاية ألستم كلكم تعرفون مضرة المغالاة في المهور وفائدة تسهيلها وتيسيرها فمن الأجدر بكم أن تتساعدوا في كل طريق تؤدي إلى رفع المغالاة وحلول التيسير من الأجدر بكم أن تشجعوا وتحثوا بقولكم وفعلكم على ذلك لو كان الناس يقابلون كل فكرة إصلاحية بالفتور واليأس والاستبعاد لما وصلوا إلى صلاح ولا إصلاح ولكن القلوب الحية والأُمَّة الواعية هي التي تقابل الفكرة الإصلاحية بالقوة والعزيمة الصادقة والتصميم على الوصول إلى الغاية المطلوبة ما دامت تؤمن بصحة القصد وسلامة السبيل وأنا أقول أن العادات الراسخة لا يمكن تغييرها دفعةً واحدةً ولكنه يمكن القضاء عليها بالتدريج ما دمنا مصممين على تغييرها بحول الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ}[النور: ٣٢] الآية.