الزمن كيف نرضى وقد سلم الله بلادنا من استعمار الأوطان أن تستسلم لاستعمار الأفكار والعقول والأديان كيف نرضى وقد مَنَّ الله علينا بالتقدم بهذا الدين أن نرجع إلى الوراء بتبرج الجاهلية الأولى وأعمال الكافرين كيف يليق بنا وقد أعطانا الله شهامة الرجولة وولاية العقل أن ننتكس فننقاد لسيطرة النساء والسفهاء.
أيها الناس إنكم إن سرتم وراء هذه التيارات بدون نظر ولا روية ولا تفكير في العواقب فسوف تندمون وستكون العاقبة وخيمةً وسيحل بالبلاد من العقوبة ما يعم الصالح والفاسد {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الأنفال: ٢٥]
أيها الناس احذروا هذه التقاليد المنحرفة وهذه التيارات الجارفة الضالة وقابلوها بقوة الإيمان وسيطرة العقل لتندحر وتقبر في مهدها وإلا فهي كشرارة النار في المواد المشتعلة إن لقيت منكم قبولًا لها واتجاهًا إليها فأنتم ولله الحمد في بلاد محافظة على دِينها وعلى أخلاقها وعلى تقاليدها الطيبة فاحذروا أن تخرق سياجكم تلك العادات التي جاء بها من زُيِّن له سوء عمله فرآه حسنًا ومن سَنَّ سُنَّةً سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
إن أخذ صورة للزوج وزوجته عند أول لقاء لا يزيد الزوجين إيمانًا بالله ولا مودةً في القلب ولا صحةً في الجسم وإذا فُرِضَ أن المسألة من باب التقاليد المحضة أفليس من الأجدر بنا أن نعتز بتقاليدنا ونحمي كياننا ونربأ بأنفسنا عن أن نكون تبعًا لغيرنا هذا فضلًا عن كون هذه التقاليد هدمًا للأخلاق ونقصًا في الإيمان. إن أخذ الصور مع كونه سببًا للفتنة وتداول صور النساء فهو كذلك عرضة للعنة الله سبحانه والتعذيب بالنار لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من التصوير فقال صلى الله عليه وسلم «أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون» وقال «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم» ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصورين. وهذه الأحاديث ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليحذرِ المصور أن يكون داخلًا فيها فإنه معرض نفسه لذلك والصورة الفوتغرافية وإن كان من العلماء من أباحها فإن منهم من رأى أنها داخلة في الوعيد وقد قال صلى الله عليه وسلم «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» وقال «من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه» . وحتى إذا كانت