للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينهم فيما جرى عليهم في الدنيا وما من الله به عليهم من الهدى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: ٥٠] {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ - فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ - إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: ٢٦ - ٢٨]

لهم فيها أزواج مطهرة من كل عيب ودنس خيرات الأخلاق حسان الوجوه قاصرات الطرف مقصورات في الخيام كأنهن الياقوت والمرجان أنشأهن الله إنشاء كاملا بديعا فجعلهن أبكارا دائما عربا يتحببن إلى أزواجهن بتحسين الظاهر والباطن أترابا على سن واحدة: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ - لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ - سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: ٥٦ - ٥٨] لهم فيها فواكه كثيرة منها يأكلون قطوفها دانية يتناولها من اشتهاها بكل سهولة قائما وقاعدا وعلى كل حال لا مقطوعة ولا ممنوعة كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى يطوف عليهم ولدان مخلدون منعمون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا يطوفون عليهم بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير، قوارير من فضة قدروها تقديرا مقدرة ما يشتهيه الشارب بحيث لا تزيد على مقدار ما يشتهيه فيبقى منه فضلة ولا تنقص عما يريده فيحتاج إلى تكملة وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٧] يحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا ويتجلى لهم فينظرون إليه فلا يجدون نعيما أكمل من النظر إلى الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ - إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢ - ٢٣] إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا. أيها المسلمون إن هذه الدار مضمونة لكل من آمن بالله واستقام على أمره سامعا مطيعا راغبا فيما عند الله زاهدا فيما يبعده عن الله:

<<  <  ج: ص:  >  >>