ومن خصائصه أن الله تعالى يتجلى فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة ويزورونه فيكون أقربهم منه أقربهم إلى الإمام وأسبقهم إلى زيارة الله أسبقهم إلى الجمعة، خرج عبد الله بن مسعود إلى الجمعة فوجد ثلاثة قد سبقوه رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إن الناس يجلسون يوم القيامة من الله على قدر رواحهم إلى الجمعة» . وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه «أن الله اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض يجتمع فيه أهل الجنة يوم الجمعة فيجيء النبيون فيجلسون على منابر من نور ثم يجيء الصديقون والشهداء فيجلسون على منابر من ذهب ثم يجيء أهل الغرف فيجلسون على كثبان المسك فيتجلى لهم ربهم عز وجل فينظرون إليه فيقول لهم أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي فسلوني فيسألونه الرضى فيقول رضاي أنزلكم داري وأن لكم كرامتي فسلوني فيسألونه الرضى فيشهد لهم بالرضا ثم يسألونه حتى تنتهي رغبتهم ثم يفتح لهم يوم الجمعة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا من كرامة الله والنظر إلى وجهه الكريم فذلك يوم المزيد» .
أيها المسلمون إن يومكم هذا يوم عظيم فعظموه وإن خيره جسيم فاغتنموه.
وفقني الله وإياكم لتعظيم شعائره العظيمة ونيل ذخائره الجسيمة إنه جواد كريم.