مما يتعين على الشباب: أن يجدوا في طلب العلم، والعناية بالقرآن الكريم، حتى يعرف الشاب أحكام الله، وحتى يسير على بصيرة من الله في حال شبابه وبعد كبر سنه، بخلاف ما إذا كبر في السن، فإن المشاغل تكثر، والفهم يضعف، أما حال الشباب فهي أقوى على فهم النصوص، وأقرب إلى حفظها، وأقرب إلى العمل بها، وأقوى على ذلك، فلهذا ينبغي للشاب أن يحفظ وقته، وأن يصون شبابه، حتى لا يقع فيما حرم الله عليه، وحتى لا يتكاسل ولا يضعف عما أوجب الله عليه.
أيها الشباب: أيها الإخوة في الله! أيها الأبناء! إن الواجب عظيم، فعليكم بالجد والتشمير في طاعة الله، وفي طلب العلم، والتفقه في الدين، وحفظ الأوقات عما لا ينبغي، فالوقت في الحقيقة أعز وأغلى من الذهب، فينبغي أن يُصان عما لا ينبغي ينبغي أن يصان عن المحارم، وعن الرذائل، وعن كل ما يشين المؤمن، وينبغي أن يُحفظ فيما ينفع، وفيما يعين على طاعة الله، وفيما يقوي على الجهاد في سبيل الله، وفيما ينفع الأمة في دينها ودنياها.
هكذا ينبغي للشاب أن يكون وقته محفوظاًَ في طاعة الله، وفي التعلم والتفقه في الدين، وفي تعلم الأشياء الأخرى التي تنفع الأمة، وتعينها وتغنيها عن الحاجة إلى الغير، فالأمة في حاجة إلى التفقه في الدين، وإلى ما يبصرها فيما شرع الله لها، وفيما أوجب الله عليها، كما أنها في حاجة إلى شباب يتعلموا كل ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها الدفاعية، وشئونها التي تحتاج إليها في حياتها.
فينبغي للشاب أن يكون ذا عناية وذا حفظ للوقت، يشغله بما ينفع في العلم النافع والعمل الصالح، وفي العلوم الدنيوية النافعة التي يُستعان بها على الإعداد للأعداء، وعلى حفظ البلاد، وعلى نصر دين الله، والجهاد في سبيله، وعلى الغنى عما عند أعداء الله، حتى لا نحتاج إليهم.
ومعلوم أن الشباب قوته على العمل، وصبره على العمل، وقوة حفظه وفهمه أكثر بكثير مما إذا ارتفعت السن، وخطه الشيب، وجاءه الضعف، فإن الحال غير الحال، فينبغي له أن يحفظ هذا الوقت العظيم، وهذه الفرصة العظيمة حتى لا تصرف إلا فيما ينفع في الدين والدنيا، وفيما ينفعه لنفسه، وفيما ينفع الأمة الإسلامية، حتى ينفعها في دينها ودنياها، وحتى يساعد في بناء نهضتها الإسلامية النافعة المفيدة، وحتى يساعدها أيضاً في حمايتها من كيد أعدائها، وفي إعداد القوة النافعة المفيدة التي تعينها في جهاد الأعداء، وفي حماية البلاد وحفظها عن مكائد أعداء الله.