باسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله.
أحسن موعظة وأكبر موعظة هو كتاب الله عز وجل، فيه الهدى والنور، فيه التبصير والتذكير، يقول عز وجل:{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[المائدة:١٥-١٦] فأنا أوصي الجميع ونفسي بتقوى الله جل وعلا، والعناية بالقرآن الكريم، والإقبال عليه، والإكثار من تلاوته بالتدبر والتعقل والنية الصالحة للعمل، ليس المقصود مجرد التلاوة، ولكن المقصود هو التدبر والتعقل والعمل، فالتلاوة وسيلة وعبادة يؤجر عليها، لكنها ليست هي المقصود، المقصود هو التدبر والتعقل والعمل، فأنا أوصي الجميع رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، بالعناية بالقرآن، والحرص على تلاوته، وحفظ ما تيسر منه، أو حفظه كله إذا تيسر ذلك، مع القصد الصالح والنية الصالحة، وذلك بالتدبر للعمل، بالتدبر ليعمل بأوامر الله وينتهي عن نواهيه الرجل والمرأة، والكبير والصغير، والشيبة والشاب، يتدبر كتاب ربه، فإن الله أنزله للعمل، قال تعالى:{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأنعام:١٥٥]{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء:٩] .
فأنا أوصي الجميع بتقوى الله في جميع الأحوال، وأوصي الجميع أيضاً بالعناية بالقرآن؛ لأنه هو الوسيلة العظيمة لمن أصلح الله نيته وأراد الخير، أن يتدبر القرآن، وأن يعمل به في السر والجهر، في الشدة والرخاء، مع العناية بالسنة -سنة النبي صلى الله عليه وسلم- وحفظ ما تيسر منها، ومراجعة كتبها، وسؤال أهل العلم عما أشكل؛ لأن السنة تفسر القرآن وتبين معانيه، وتدل على ما قد يشكل، كما قال سبحانه:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل:٤٤] .
فأكرر وصيتي للجميع بالعناية بالقرآن تلاوة وتدبراً، وتعقلاً وعملاً، في الأوقات المناسبة بالليل والنهار، للرجال والنساء، للعالم والطالب، ولغير العالم والطالب، ولجميع المسلمين، مع العناية بالسنة حسب الطاقة، سنة الرسول، صلى الله عليه وسلم وحفظ ما تيسر منها، كـ عمدة الأحكام، والأربعين النووية، وبلوغ المرام، وحفظ ما تيسر من كتب العقيدة مثل: الأصول الثلاثة، وهو كتاب جيد مع اختصاره لكنه عظيم ومفيد، فأنا أوصي كل طالب وكل طالبة بحفظه، وكل مؤمنة تستطيع أن تحفظه، لما فيه من الخير مع كتاب الله عز وجل.
وكذلك كشف الشبهات، فهو كتاب عظيم مع صغره، والعقيدة الواسطية، كتاب عظيم في العقيدة.