للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سجل الذكريات بين الإمام ابن باز والشيخ التركي]

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن الحديث عن سماحة والدنا وشيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جنته، يعود بالإنسان إلى مجالات عديدة، وإلى موضوعات متنوعة، والذكريات طويلة وعريضة، لقد كان رحمه الله عالماً يمثل نمطاً فريداً في الأمة، يمثل السلف الصالح في علمه ودعوته وتعامله مع الناس، حيث قضى حياته كلها لله سبحانه وتعالى طلباً للعلم وتعليماً لهذا العلم وعملاً به.

له آلاف من الطلاب والمحبين وممن تتلمذ عليه واستفاد منه سواء أكان هذا في داخل المملكة العربية السعودية أم في خارجها.

علاقتي شخصياً مع سماحته من شقين: ١- علاقة طلب للعلم وتتلمذ عليه.

٢- علاقة في مجال العمل وفي مجال التعاون وفي مجالات الخير.

أما الدراسة فقد كان سماحته أستاذاً ومربياً وموجهاً لطلاب كلية الشريعة في الرياض، وقد كنت أحد الدارسين فيها، وتتلمذت على سماحته، وكذلك في المعهد العالي للقضاء فقد كان يدرس رحمه الله مادة الفقه، واستفاد الطلاب منه فائدة عظيمة إضافة إلى ما تلقيناه عنه من دروس وعلوم في مجال دروسه في المساجد والمحاضرات التي يلقيها والندوات التي يشترك فيها.

أما مجال العمل فقد كان مجالاً رحباً وعلى وجه الخصوص حينما كان سماحته رئيساً للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وقد كنت مسئولاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد كانت الصلة وثقى بينه وبين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فكان حريصاً عليها وعلى أساتذتها وعلى طلابها وعلى مناهجها وعلى ما يتعلق بالجامعة ومعاهدها، سواء هذا أكان في داخل المملكة أو في خارجها.

ثم بعد ذلك مجال العمل في وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومعروفٌ أنه رحمه الله كان رئيساً لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وكان الجميع مرتبطين به، وكانت الدعوة في داخل المملكة وفي خارج المملكة مرتبطة به، وبعد أن انتقلت قضايا الدعوة والدعاة إلى وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كان رحمه الله متابعاً لها حريصاً على كثير من قضاياها لا يستطيع الإنسان في هذه العجالة أن يلم بالصلة الخاصة به، لكنها كانت مجالاً للدراسة وللبحث وللاستفادة، تجربة فترة طويلة، أعرفه رحمه الله منذ أكثر من خمسة وأربعين سنة في مجال التعليم في مجال التوجيه في مجال الدعوة إلى الله، وكما قلت يصعب على الإنسان في هذه العجالة أن يتحدث حديثاً وافياً أو شاملاً عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، لأن حياته كلها كانت متجهة للعلم وللدعوة وللعمل الصالح، في الاهتمام بقضايا المسلمين، ولمؤازرة ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية، في الوقوف بجانب المسلمين أينما كانوا في محنهم ومشاكلهم وقضاياهم، كان ملجاً بعد الله سبحانه وتعالى للضعفاء والمساكين والمحتاجين وطلاب العلم.

المقدم: لا شك أن مآثره رحمة الله عليه كثيرة ونريد أن نشترك معكم ومع ضيوفنا الكرام وكذلك مع كل المشاهدين بمداخلاتهم واتصالاتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>