[خطر التهرب من المسئولية في مقاومة الغزو الفكري]
ومن المصائب العظيمة أن يقول الإنسان: أنا لست مسئولاً هذا على غيري، فهذا منكر عظيم لا يقوله العاقل إلا إذا كان في محل كفاه غيره أو أزاله غيره أو باطل نبه عليه غيره، وزال المحظور.
أما ما يتعلق بالرد على خصوم الإسلام، ونشر المقالات المفيدة، وتأليف الرسائل النافعة، والكلام في الإذاعة وفي التلفاز، ونشر ما ينفع في الصحافة، فكلٌّ عليه واجبه، حتى يُنصر الحق على الباطل، وتقوم الحجة على خصوم الإسلام.
أهل الباطل يتكاتفون الآن؛ الشيوعيون والنصارى والملحدون، وسائر أنواع أهل الباطل، كلهم يتكاتفون ضد الحق، ويبذلون الأموال وهم على باطل، فهم دُعاة إلى النار، حتى يذهبوا إلى المحلات النائية والغابات الخطيرة يدعون إلى النار، من الشيوعيين والنصارى والقاديانيين، والبهائيين، وغيرهم من دعاة الباطل، والرافضة الآن تنشر دعوتها إلى الباطل في كل مكان، يسبون دين الله فيما يفعلون من نشر الأباطيل، فإن سبهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واتهامهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وغلوهم في أهل البيت كـ علي والحسين والحسن وغيرهم، كل هذا من أنواع الباطل، والصد عن سبيل الله، وهكذا جميع دعاة الباطل، كلهم على هذا المنوال؛ لكن منهم من باطله ظاهر كالنصارى واليهود والشيوعيين وأشباههم، وبعضهم قد يلتبس أمره، كـ الرافضة وسائر أهل البدع، وكـ القاديانية الذين يتظاهرون بالإسلام، وهم يزعمون أن إمامهم ميرزا غلام، نبي يوحى إليه بعد محمد عليه الصلاة والسلام، فيدعون إلى اتباعه، وهكذا سائر صنوف الضلالة.
فالواجب على أهل الإسلام في كل مكان أن ينشروا الحق ضد الباطل الذي عندهم، كل من كان عنده باطل فواجب عليه أن ينشر الحق ضده، وأن يكون نشاطه في صد الباطل الذي عنده أكثر من الباطل الذي هو عنده، حتى يطهر بلاده وقريته وقبيلته من هذا الباطل الذي انتشر فيهم، مع تعليمهم الحق، وإرشادهم إلى الحق والهدى.
فالجهود من أهل العلم يجب أن تكون موزعة، فلما عندهم من الباطل نصيب، ولأنواع الباطل الأخرى نصيب؛ لكن الباطل الذي في بلدهم والذي عندهم يجب أن يكون النشاط في إبعاده والقضاء عليه أكثر، حتى تسلم الأمة عندهم من شره وباطله.
وينبغي أن يكون أهل الحق أنشط من أهل الباطل وأصبر عليه، إذا كان أهل الباطل يصبرون (١٠٠%) ، فالواجب على أهل الحق أن يصبروا (٣٠٠%) و (٤٠٠%) و (١٠٠٠%) ، حتى يكونوا أنشط من أهل الباطل؛ لأن أهل الباطل يدعون إلى النار، وأنت تدعو إلى الجنة والسعادة، ولك مضاعفة الأجور، ففرق عظيم.
لكن بعض أهل الباطل نشطوا في باطلهم، ويحسبون أنهم على حق، وأنت تجزم أنك على الحق والحمد لله، قال تعالى في حق أهل الباطل: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف:٣٠] .
فالنصارى وأشباههم من العامة يحسبون أنهم على هدى، ويصبرون على الذهاب إلى الغابات، ومشارق الأرض؛ يدعون إلى النصرانية، إلى النار، ويحسبون أنهم على هدى.
وهكذا من ضل من هذه الأمة، من المتصوفة، وأنواع أهل البدع، أكثرهم يحسب أنه على هدى، وإن كان دعاتُهم وكبارهم قد تكون لهم أغراض، وهم يعرفون أنهم على باطل؛ ولكن لهم أغراض وأهداف يعملون لها في هذه العاجلة، فواجب على أهل الحق أن يكونوا أنشط وأقوى وأصبر في الدعوة إلى الالتزام بكتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، والسير على منهج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولزوم طريق أهل السنة والجماعة بفعل ما أوجب الله، وترك ما حرم الله، والوقوف عند حدود الله، وإرشاد الناس إلى ما يلزمهم من الحق، وتنبيههم على ما عندهم من الباطل حتى يهتدوا.
فالناصح للناس هو الذي يرشدهم إلى الحق، يرشد المبتدع إلى السنة، ويقول: عملك هذا خطأ، فعليك بكذا وكذا، قال الله كذا، قال الرسول عليه الصلاة والسلام كذا، وهكذا سائر أهل البدع، يرشدهم ويدلهم على الحق لعل الله أن يهديهم بسببه من سائر صنوف المبتدعة.
وفي هذا الشهر شهر ربيع الأول هناك بدعة منتشرة في كثير من البلاد الإسلامية بأسباب عدم نشاط أهل العلم في مكافحتها وهي بدعة الموالد، والاحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام، وفي بلدان أخرى موالد أخرى يعظمونها، ويحتفلون بها، ويقع بها من الشرك والكفر والضلال ما الله به عليم، وهكذا في مولد النبي عليه الصلاة والسلام يقع فيه بالنسبة إلى بعض الناس من الشرك بالله، والاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ودعوته من دون الله، واللَّجَأ إليه ما هو شرك أكبر؛ نعوذ بالله من ذلك، مع ما فيه من البدعة؛ لأن هذه الاحتفالات بالموالد مما أحدثه الناس بعد القرون المفضلة، فما كان الناس يعرفون بدعة الموالد لا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة، ولا في عهد التابعين، لا في المائة الأولى، ولا المائة الثانية، ولا المائة الثالثة، وإنما وقع في المائة الرابعة وما بعدها، لأسباب الرافضة، وتبعهم غيرهم من جهلة أهل السنة.