المقدم: فضيلة الشيخ! ذكر لنا أن سماحة الشيخ كان في أيام السوق الرسمية الإثنين والخميس يدخل السوق، ماذا كان يفعل سماحة الشيخ في السوق؟ الشيخ: نعم هذا في أول الأمر، قبل ازدحام الأعمال عليه، كان ينصب له كرسي من الطين، ويوم الخميس والإثنين هو مجتمع الناس، البادية والحاضرة، من الدلم ومن القرى المجاورة لها كلها، يجتمع منهم جمع كثير، ففي هذين اليومين اجتماع الناس، حتى إنه يجتمع فيه نساء ورجال، النساء على حدة والرجال على حدة، فبني له كرسي من الطين بين الرجال وبين النساء، فكان يجلس في ضحى هذين اليومين عند اجتماع الناس، ويلقي عليهم محاضرة، كل يوم الإثنين والخميس مدة طويلة، ويلقي درساً.
المقدم: هل كان يحتسب في السوق كالتأكد من الموازين، ويمنع اختلاط النساء بالرجال؟ الشيخ: لا.
كان يرسل المحتسبين وينفذون للشيخ هذا، وكل ما بلغه شيء في وقته لا يتساهل، حتى أذكر أنه في مرة من المرات، لما جاءت السيارات، جاءت سيارة ووقفت في السوق وفيها سائق أعتقد أنه غير سعودي ولا يعرف أنظمة الناس، فأخرج الباكت من مخبأة الدخان، وصار يشرب الدخان، والناس لم يعرفوا الدخان ولم ينظروه، فاستنكروا كلهم، وكما قلت: مفزع الناس بعد الله الشيخ ابن باز، ما يفزعون إلى أحد غيره، ذهبوا إلى الشيخ في بيته، قالوا: يا شيخ! في السوق رجل سواق يشرب الدخان، فسأل الشيخ وتثبت، ولما ثبت عنده أمر بتعزيره، فأدب وسط السوق.
وقصة أخرى مشابهة نفس الشيء، أدب شخصاً آخر شرب الدخان في السوق.