للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مفهوم عقيدة أهل السنة والجماعة]

فعقيدة المسلمين التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة، هي ما بيَّن الله لعباده في كتابه العظيم، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام، وتلقاه الصحابة عن نبيهم رضي الله عنهم وبلغوه للناس، وهو دين الله وتوحيده وطاعته، واتباع رسوله، وترك ما نهى عنه، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله.

هذا هو دين الله، وهذه هي العقيدة التي درج عليها سلف الأمة، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالله ورسوله، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، والعمل بذلك قولاً وعملاً وعقيدة، عن محبة وانقياد وإخلاص وموالاة ومعاداة.

فالإيمان بالله ورسوله هو: الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من الطاعات القولية والفعلية، وعلى المؤمن أن يتلقى ذلك عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، كما تلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من السلف الصالح، وقد بينه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، فقد شرح للناس معنى الإسلام والإيمان والإحسان، وأوضح للناس أوامر الله ونواهيه قولاً وعملاً.

فعقيدة أهل السنة والجماعة هي: الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، والعمل بكل ما أمر الله به ورسوله، عن إيمان صادق، وإخلاص لله، ومحبة ورغبة ورهبة، فهم يؤدون أوامر الله، وينتهون عن نواهي الله، ويقفون عند حدود الله، عن إيمانٍ بالله ورسوله، وعن إخلاص وصدق، وعن رغبة، ورهبة لا رياءً ولا سمعةً ولا نفاقاً، بل عن إيمان وصدق.

وهذه العبادة التي خلقوا لها سماها الله إسلاماً، وسماها إيماناً، وسماها تقوى، وسماها هدى، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران:١٩] ، وقال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم:٢٣] ، وقال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر:٤٥] ، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} [النساء:١] ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النساء:١٣٦] ، وقال: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة:١٣٦] .

فهي إيمان وإسلام وهدى وتقوى وبر وصلاح وإصلاح، هذه هي العقيدة التي درج عليها أهل السنة والجماعة، وهي دين الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعث به جميع المرسلين قولٌ وعمل وعقيدة قول باللسان، وعمل بالجوارح، واعتقاد بالقلب، عن محبة، وإخلاص، وصدق، وعن رغبة ورهبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>