فأنت يا عبد الله! حاسب نفسك هكذا، وأنتِ يا أمة الله! حاسبي نفسك، كلٌُ يحاسب نفسه وينظر ماذا قدم وماذا فعل؟ هل أدى حق الله؟ هل استقام على دين الله؟ هل أدى واجب الله؟ هل ترك محارم الله؟ هل وقف عند حدود الله؟ هل أدى ما عليه لإخوانه؟ وهكذا الزوج يحاسب نفسه: هل أدى حق زوجته؟ هل أنصفها؟ هل أدى حق والديه؟ هل أدى حق أولاده وقرابته؟ وهكذا الزوجة تحاسب نفسها وتنظر! هل أدت حق زوجها؟ هل أدت حق والديها وأقاربها؟ كل ذلك مطلوب، كما أن عليك أن تؤدي حق الله فهكذا حق المخلوق أيضاً، وحق الله أعظم وأكبر؛ ولكن أوجب عليك حقوقاً لغيره أوجب عليك حقاً لوالديك لزوجتك لأولادك لإخوانك المسلمين عليك أن تؤديها، وهكذا المرأة عليها أن تؤدي الحق الذي عليها لربها، ولزوجها، ولقرابتها، وللمسلمين.
ومن الحق على الجميع الدعوة إلى الله، وتعليم الناس الخير، والنصح لله ولعباده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا من حق الله على الجميع، ألا وهو التواصي بالحق والتناصح {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر:١-٣] .
ومن الحق على الجميع التعاون على البر والتقوى، يقول سبحانه:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:٢] ، فالواجب على كل إنسان أن يحاسب نفسه: هل أدى الحق الذي عليه لله ولعباده؟ ولا شك أنه متى حاسب نفسه وناقشها وجد التقصير، فعليه أن يكمل طريقه، وعليه أن يستقيم عليه، وأن يجاهد نفسه لله حتى يؤدي الحقوق التي لله ولعباده.
وأهل السنة والجماعة يؤمنون أيضاً بكلام الله، وأنه يكلم أهل الجنة، ويكلم عباده يوم القيامة، ويسمعون كلامه سبحانه وتعالى، ويسلم على أهل الجنة، فيقول:(هل رضيتم؟ فيقولون: يا ربنا! ومالنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، ألم تثقل موازيننا؟! ألم تدخلنا الجنة؟! ألم تنجنا من النار؟! قال: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟! قالوا: وأي شيء أفضل من ذلك؟! قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً) ، وهذا فضله وجوده جل وعلا.