المقدم: في واقع الأمر -فضيلة الشيخ- المداخلة قبل قليل من اهتمام ولاة الأمور حفظهم الله بالعلم والعلماء، ولا شك أن ما رأينا من اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو لي عهده والنائب الثاني وجميع الأمراء بل قد رأينا مثلاً عدداً من الأمراء يحمل جنازة الشيخ، ويصل إلى المقبرة ويذرف الدموع عليه أثناء جنازته وكل هذا مظهر من مظاهر حب العلماء والحمد لله، هل لنا أن نتحدث عن هذا؟ الشيخ: الواقع أن الأمر مثلما هو معروف عن الولاة جزاهم الله خيراً في تقديرهم العلم والعلماء والعناية بهم، وهم منذ أن قام الاتفاق بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وبين الإمام محمد بن سعود على العناية بالدعوة ومناصرة الشيخ محمد في دعوته منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، وهي عادة حميدة من ولاة أمورنا بالعناية بالعلماء وبتقديرهم وبالأخذ عنهم، وبعدم التصرف إلا بعد الرجوع إليهم، وفي الواقع هي عادة قديمة من عهد الملك عبد العزيز رحمة الله عليه فقد كان له مجلس أسبوعي هو يوم الخميس، يجتمع فيه بالعلماء ويقرأ في هذا المجلس مجموعة من المسائل التي يهتم بها الملك عبد العزيز ويرغب أن يأخذ رأي العلماء فيها ويصدر رحمه الله رحمة واسعة عما يقوله العلماء فيعمل به، ثم كان أبناؤه الملوك رحمهم الله الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين وكذلك الأمير عبد الله والأمير سلطان كلهم وغيرهم من المسئولين فإنهم في الواقع يحترمون العلماء، ويأخذون عنهم ولا يتصرفون أي تصرف إلا بعد الرجوع إليهم، والتأكد من أن هذا التصرف متفق مع الأمور الشرعية، وذلك فيما يتعلق بصلاح البلاد والعباد، وأتذكر أن في مسألة الخيام التي أقيمت في منى كان هناك إشكال عند الأمير متعب فبعد ذلك دعا كلان من فضيلة الشيخ محمد بن سبيل والشيخ عبد الله بن البسام ومحبكم عبد الله بن منيع فيما أشكل عليه ثم بعد ذلك قال: نحن في الواقع لا نصدر إلا عما تقولونه فنحن ننفذ ما تقولون، وهذا في الواقع يعتبر مثلاً من الأمثلة المتعددة، وهم جزاهم الله خيراً قائمون على الرجوع إلى العلم والعلماء، وهذه في الواقع ميزة وهي أن الله سبحانه وتعالى مكنهم، وأن الله سبحانه أخذ أعداءهم، وأن الله سبحانه وتعالى أيدهم، وذلك مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى:{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا}[غافر:٥١] وكذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}[الحج:٣٨] .