[حكم استعمال حبوب منع الحمل في رمضان وحكم رفع المرأة صوتها على زوجها]
السؤال
هل يجوز شرب حبوب منع الحمل في رمضان؟ وما حكم رفع صوت المرأة على زوجها؟
الجواب
لا حرج في استعمال، الحبوب في رمضان لأجل الصوم مع الناس والصلاة مع الناس، إذا كانت لا تضرها بعد استشارة الطبيب، فإذا أشار الطبيب بأنها لا تضر، وعرف عنها أنها لا تضر، فلا بأس، حتى تصوم مع الناس، وحتى تصلي مع الناس، فلا حرج في ذلك إن شاء الله.
أما رفع صوتها على زوجها، وسوء أدبها مع زوجها فهذا لا يجوز، والواجب عليها السمع والطاعة لزوجها، وحسن الكلام وطيب الكلام منه ومنها، عليه أن يطيب الكلام هو وعليها أن تطيب الكلام، كل منهما عليه ذلك، يقول الله:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء:١٩] ، ويقول سبحانه:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}[البقرة:٢٢٨] ، فعلى الزوج أن يخاطبها بالمعروف، وأن يكون طيب الكلام، حسن البشر، لا فظاً ولا غليظاً، ولا عنيفاً، ولا خبيث الكلام واللعن، ولكن يكون طيب الكلام، طيب البشر، طيب الملاقاة، حسن الخلق مع أهله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) ، ويقول صلى الله عليه وسلم:(خياركم خياركم لنسائهم، وأكملكم إيماناً أحسنكم خلقاً) ، وعليها هي أيضاً حسن الخلق، والكلام الطيب، وحسن الأدب مع زوجها، والتواضع، وعدم التكبر عليه، وعدم العصيان، وإذا طلبها لحاجته أجابت إلى ذلك في الليل أو النهار، وإذا طلبها إلى فراشه وجب عليها الإجابة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح) ، وفي اللفظ الآخر:(حتى يرضى عنها) ، فالواجب عليها السمع والطاعة والاستجابة، إلا إذا عجزت لضرر بها أو لمرض بها فالله يقول:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن:١٦]{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة:٢٨٦] ، أما أن تعصيه في ذلك من دون عذر فلا يجوز لها لا في الليل ولا في النهار؛ لأنها سكن له، ومن أسباب عفته، وهو من أسباب عفتها أيضاً، فعليهما التعاون فيما يعفهما جميعاً، وفيما يطيب عيشهما، وفيما يريحهما جميعاً، وعليه أن ينصفها من نفسه، وعليها أن تنصفه، كل منهما عليه أن ينصف أخاه في الله عز وجل، بالتعاون على الخير، والكلام الطيب، وحسن الكلام، وعدم السب والعنف، وعدم اللعن لا منه ولا منها، كل منهما يتحرى الخير، ويحرص أن يكون خيراً من الآخر في عشرته وفي أخلاقه وفي جميع شئونه، والله المستعان.