للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حال الصحابة والقرون المفضلة بعد النبي صلى الله عليه وسلم]

استمر أصحابه رضي الله عنهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون: أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين، وعلي المرتضى، كلهم ساروا على نهجه، وعلى طريقه، يدعون إلى الله عزَّ وجلَّ، ويبشرون بالإسلام، ويعلِّمون الناس أحكامه، وهكذا بقية الصحابة جاهدوا في سبيل الله، ونشروا دين الله، وعلَّموه الأمة، ولم يبتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله، فعلَّموا الناس دين الإسلام، وأرشدوهم إلى دين الإسلام، وساروا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام بالأقوال والأعمال والسيرة، وبلّغوا عن الله رسالته، وعن نبيه ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وصبروا على ذلك وجاهدوا عليه؛ جاهدوا الروم وفارس وغيرها من الأمم الكافرة، ونشروا دين الله في أنحاء الدنيا، وقاتلوا المرتدين، وقضوا على أسباب الردة، وجمع الله بهم الكلمة، وأعز بهم الإسلام، ورفع بهم رايته في الآفاق، رضي الله عنهم وأرضاهم، وصاروا ملوك الناس، وقادتهم، وصارت الكلمة لله وحده، وصار دينه سبحانه وتعالى هو الظاهر سبحانه وتعالى على أيدي أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأئمة الهدى من بعدهم، يدعون إلى الله، ويخشونه ولا يخشون أحداً سواه سبحانه وتعالى جاهدوا في سبيله، ونصروا دينه، وأعلوا كلمته، وصبروا على ذلك صادقين مؤمنين موفَّقين نصحوا لله ولعباده، فأعلى الله بهم كلمته، وأعز بهم دينه، ورفع بهم شأن الإسلام، وجعلهم أئمة وهداة وقادة رضي الله عنهم وأرضاهم ومن تبعهم بإحسان.

ثم مضى على ذلك القرن الثاني والقرن الثالث مضوا على الهدى والدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، ونبغت فيهم نوابغ من أهل البدع؛ ولكن أهل السنة وأهل الحق جاهدوا أهل البدع، وحذَّروا منهم، وبيَّنوا بدعهم وضلالاتهم، وسفَّهوا أحلامهم، وظهر أمر الله بين العباد بسبب أهل العلم والإيمان من أئمة السنة والحديث والفقه الإسلامي، فقد نشروا دين الله، وأنذروا الناس ما ابتدعه المبتدعون في العقيدة وفي غيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>