يقوم بالدعوة بالتجول في المواضع التي يستطيع التجول فيها، بلغة القوم، أو بمترجمين يترجمون له بلغتهم، فيدعوهم، فإن كان القوم وثنيين أو نصارى أو يهود دعاهم إلى الإسلام، وبيَّن لهم دين الإسلام بالأسلوب الحسن، بالأسلوب اللين الواضح، ويبين لهم أن دينهم الذي هو اليهودية أو النصرانية منسوخ، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث للناس عامة، وأن الواجب على أهل الأرض جميعهم اتباعه، والانتهاج بشريعته، وأن من مات على اليهودية أو النصرانية فقد مات على غير الإسلام، فيكون من أهل النار، يبين لهم هذا بالأسلوب الواضح وباللغة الواضحة التي يعرفونها؛ ولكن بالحكمة والكلام الطيب وعدم العنف، ويبين لهم ما لهم عند الله من الخير العظيم، وأن هذا الإسلام هو الدين الحق، وديننا ليس يوجد دين سواه، ويبين له بطلان الأديان الأخرى ببعث محمد عليه الصلاة والسلام، وأن شريعته عامة للناس، وأن جميع الشرائع قد نسخت كلها، وهكذا إذا كان في بلاد أخرى مسلمة، وقد شاع بينهم الخمر، والربا، وغير ذلك، أن يبين لهم ما شاع بينهم، وأنه باطل ومحرم ومنكر، بالوسائل الناجعة الجيدة، ويقيم الأدلة من الآيات والأحاديث، ويُرغِّبه في الحق، ويحذره من البقاء على المعاصي، وأن بقاءه عليها من أسباب دخول النار، ومن أسباب مرض القلوب، والانحراف عن الهدى، والزيغ، إلى غير ذلك، وهو يستعمل الأسلوب الناجع مع بيان الأدلة من القرآن والسنة، مع العناية بالترجمة إذا كان المدعو غير عربي، أو كان من العرب وهو غير عربي، فيستعين بالترجمة.