ومن الإيمان باليوم الآخر: الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم، يرده الناس، وهو حوضٌ عظيم: طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته عدد نجوم السماء، يرده المؤمنون أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، يردونه ويشربون منه يوم القيامة، ويذاد عنه من كفر بالله وخالف أمره، ويذاد عنه الكافرون الذين لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو ارتدوا بعد وفاته، فيذادون عنه ويحرمون منه، كما يحرمون من دخول الجنة، ويرده المؤمنون ويشربون من هذا الحوض المورود.
كل هذا من أخبار يوم القيامة، وهو يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة يوم طويل عظيم، لكنه لا ينتصف إلا وقد صار أهل الجنة إلى منازلهم، قال تعالى:{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}[الفرقان:٢٤] أي: عند نصف النهار يكون أهل الجنة قد وصلوا إلى منازلهم وتبوءوها وتنعموا فيها: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}[الفرقان:٢٤] .
وماذا في ذلك؟ الخلق وطول الحساب، والله جل وعلا هو الحكيم العليم الذي يجازيهم بأعمالهم خيرها وشرها، وهو الحكم العدل، قال تعالى:{لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[غافر:١٧] ، وقال:{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}[النساء:٤٠] ، وقال عز وجل:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء:٤٧] .