ثم يبين أن القرح ليس حاصلاً بهم، بل قد أصاب عدوهم ما أصابهم:{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}[آل عمران:١٤٠] يوم بدر {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران:١٤٠] الله يداول الأيام بين الناس، يوم لنا ويوم علينا، عبر يمحص الله بها المؤمنين ويبين إيمانهم وصدقهم، ويفضح الله بها المنافقين، ويمحص الله بها ذنوب المسلمين، فلله فيها الحكم العظيمة، فالإنسان لا يقنط إذا نزلت به مصيبة، أو أصابه المرض، أو خسر في سلعة في مال، أو أصابته نكبة في أي شيء، فلا يجزع ولا يقنط، بل يشمر في طاعة الله، ويسأل ربه العون والتوفيق والعوض عما أصابه، وليشمر إلى طاعة الله ورسوله، وليبشر بالعاقبة:{فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}[هود:٤٩] ، فالله جل وعلا وعد بالعاقبة الحميدة لمن صبر:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[الشورى:٤٣]{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}[آل عمران:١٢٠] .
وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وأعاذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ومنحنا جميعاً وسائر المسلمين الاستقامة على الحق، وحسن الظن بالله، والعافية من أسباب غضبه، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.
المقدم: جزاك الله خيراً يا سماحة الشيخ! ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق هذه الأمة اليقين به، الذي يحقق لها النصر المبين إن شاء الله.
والآن مع كلمة لصاحب هذه الدار المباركة أخونا الدكتور ناصر العمر، يرحب فيها بضيوفه الكرام.