هل هذا العصر هو عصر الشح المطاع، والهوى المتبع، وإعجاب كل ذي برأيه؟
الجواب
لا.
يوجد هذا، لكن ليس معناه أن الإنسان يترك، ولا يأمر ولا ينهى، يوجد شح مطاع وهوى متبع، وإعجاب بالرأي، ولكن ليس الأصل الذي يقف فيه الإنسان عن دعوته ويعتني بنفسه، فالحمد لله الدعوة مسموعة ومفيدة ونافعة، ويوجد من يستجيب له، فعليه أن يدعو إلى الله، ويحذر شحه المطاع، وهواه المتبع، ولكن لا يقف عن الدعوة إلا إذا جاء وقت يمنع فيها من الدعوة ويعاقب عليها، ولا يسمح لأي أحد من الدعاة من إخوانه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وليس هذا هو وقته والحمد لله، فهنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعاة إلى الله مسموح أن يدعوا إلى الله، ولكن بعض الناس قد يخطئ، وقد يوقف لأجل خطئه في بعض المسائل وما يمنع من الدعوة، فالإنسان يلزم الطريق، ويستقيم على الطريق السوي، وإذا منع أحد أو وقف أحد لأجل أنه حاد عن السبيل في بعض المسائل، أو أخطأ في بعض المسائل حتى يتأدب ويلتزم، فهذا من حق ولاة الأمور أن ينظروا في هذه الأمور وأن يوقفوا من لا يلتزم بالطريقة التي يجب اتباعها، وعليهم أن يحاسبوا من حاد عن الطريق حتى يستقيم، هذا من باب التعاون على البر والتقوى.
وعلى الدولة أن تتقي الله في ذلك، وأن تتحرى الحق في ذلك، وعليها أن تأخذ رأي أهل العلم، وتستشير أهل العلم، وعليها أن تقوم بما يلزم، ولا يترك الحبل على الغارب، كل من شاء يتكلم، لا.
قد يتكلم أناس يدعون إلى النار، وقد يتكلم أناس يثيرون الشر والفتن، ويفرقون بين الناس بغير حق، فعلى الدولة أن تراعي الأمور بالطريقة الإسلامية وبالطريقة المحمدية، وبمشاورة أهل العلم حتى يكون العلاج والدواء في محله، وإذا وقع خطأ أو غلط فلا يستنكر، ومن يسلم من الغلط؟ لكن الداعية قد يغلط، والآمر والناهي قد يغلط، والدولة قد تغلط، والقاضي قد يغلط، والأمير قد يغلط، كل بني آدم خطاء، لكن المؤمن يتحرى الدولة تتحرى الحق والأمير يتحرى والقاضي يتحرى والداعية إلى الله يتحرى والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يتحرى وليس معصوماً، فإذا غلط ينبه على خطئه، ويوجه إلى الخير، فإذا عاند فللدولة أن تعمل معه من العلاج أو التأديب أو السجن ما يمنع العناد، إذا عاند الحق وعاند الاستجابة، ومن أجاب وقبل الحق فالحمد لله.
السائل: وإذا وجد رجل فيه فساد بين؟ الشيخ: هذا يجب على الدولة أن تمنعه يجب على الدولة أن تمنع نشر الصور من صور المغنين، ومنع نشر الدعوة إلى الباطل، على الدولة وعلى أهل الحسبة أن يقوموا بهذا، وعلى أهل الدعوة أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يبلغوا الدولة، وعلى وزارة الإعلام أن تجتنب ذلك، وأن تحرص على نشر الحق، سواء كان من طريق الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، يجب على القائمين على وزارة الإعلام أن يتقوا الله، وأن يعملوا ما يرضي الله، وأن يحذروا مما حرم الله، وعلى الدولة أن تقوم بذلك، وعلى المسلمين والعلماء والأخيار أن يساعدوا في ذلك، وأن يتعاونوا في ذلك، وأن يرفعوا للدولة ما قد يقع من الخطأ.