[التحذير من الإسبال والمن والأيمان الفاجرة]
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) .
هذه خصال ثلاث حذر منها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وأبدى عظم خطر العقوبة على أهلها، فدل ذلك على أنها من المحرمات الكبيرة، ومن كبائر الذنوب.
- الإسبال.
- والمن في العطية.
- والأيمان الفاجرة.
فيجب على المؤمن أن يحذر هذه الخصال الذميمة ويتباعد عنها.
أما الإسبال فلما فيه من التكبر والتعاظم والاختيال، فإن الغالب على المسبل أنه يتعاظم في نفسه ويتكبر، هذا شأن الإسبال، ولهذا جاء في الحديث الآخر: (إياك والإسبال فإنه من المخيلة) أي: من الخيلاء، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) واللفظ الآخر: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار) فهو يدل على تحريم الإسبال، وأنه من جملة الخيلاء والكبر، والغالب على أهله أنه يدعوهم إلى التكبر، ويدعوهم ذلك إلى قلة المبالاة بالدين، وعدم المبالاة بالنجاسات والقاذورات، فهو يتلطخ بالنجاسة وبالأوساخ ولا يبالي، مع ما في هذا من كونه يجر إلى الكبر، وإن لم يقصده فهو وسيلة إليه، لكن الغالب على أهله هو التكبر والخيلاء والتعاظم.
والحديث الآخر: (من اختال في مشيته وتعاظم في نفسه لقي الله وهو عليه غضبان) فينبغي للمؤمن أن يحذر أسباب التكبر وأسباب الخيلاء والتعاظم في النفس، فإن هذا يجره إلى بلاء كبير، فقد جاء في الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام: (بينما رجل يمشي في بردين قد أعجبته نفسه خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) فينبغي للمؤمن أن يحذر عقوبات الله جل وعلا، وأن يبتعد عن أسباب الكبر.
أما المن في العطية والكذب في الأيمان فشرهما ظاهر، يعطي عطية ويمن بها على صاحبها ويؤذيه، أو يقول له الكلام السيئ ويمن عليه بما أعطاه، وهذا منكر لا يجوز.
وهكذا الأيمان التي يروج بها مبيعاته والله إنها بكذا، والله إنها بسعر كذا، والله إنها تساوي كذا، والله إنها علي بكذا، وهو يكذب حتى يروجها بين الناس، وينفقها بين الزبائن، وهذا منكر عظيم ومن كبائر الذنوب، فيجب الحذر من هذه الخصال الذميمة التي حذر الله جل وعلا منها على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
والملابس يجب أن تكون من منتصف الساق إلى الكعب ولا يزيد عن الكعب، والأفضل ألا يكون فوق منتصف الساق بل يكون من النصف فأقل ما بين النصف إلى الكعب، هذا هو اللباس الشرعي.
أما المرأة فينزل عن هذا حتى يغطي قدميها، لكن كثيراً من الناس تشبه بالنساء وأخل بملابس الرجال، فجر ثوبه وأسبل ثيابه، والمرأة رفعت ثيابها، وهذا عكس ما شرعه الله جل وعلا، فيجب الحذر من هذه الخصال الذميمة التي فيها المعاكسة والمضادة لما شرع الله.
رزق الله الجميع العافية، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.