القتال في هذه الأزمنة قتال من أجل تحرير الوطن أو الحرية، ما حكم هذا القتال، وما حكم من قاتل معهم؟
الجواب
القتال أنواع: أحدها وهو أعلاها: أن يقاتل لإعلاء كلمة الله وهذا هو الجهاد في سبيل الله، وهذا هو الواجب على كل من يقاتل، وإن كان يدافع عن وطنه ويريد بقتاله إعلاء كلمة الله؛ لأن إخراج وطنه من أيدي الكفرة نصر لدين الله وللمسلمين، فينوي بقتاله إعلاء كلمة الله وتوسعة رقعة بلاد المسلمين وتكثير سوادهم، ولا يقاتل لمجرد الوطن فقط، ولكن المفروض إذا قاتل دون نفسه أو دون بيته أو دون حريمه أو دون أولاده أو دون بلاده فهو مظلوم ويعتبر شهيداً، لكن ليس هو المجاهد في سبيل الله، فالمجاهد في سبيل الله هو الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لكن هذا يقاتل؛ لأنه مظلوم للدفاع، فهو مظلوم شهيد إن قتل إذا كان مسلماً، ولكن إنما يكون مجاهداً له فضل المجاهدين إذا قاتل لإعلاء كلمة الله وتكون كلمة الله هي العليا.
عرفت أن الجهاد أنواع: الجهاد الذي له فضل عظيم والذي جاءت فيه الآيات والأحاديث هو الجهاد الذي يقاتل صاحبه لإعلاء كلمة الله.
وهناك أنواع من القتال والجهاد لا تكون بهذه المثابة؛ لأنه قد يقاتل لحفظ نفسه؛ لأنه اعتدي عليه فيكون شهيداً إن قتل، وقد يقاتل لأنه اعتدي على حريمه وأهله فيقاتلهم للدفاع، إن قتل فهو شهيد ومظلوم، وقد يقاتل لأنه اعتدي على ماله فيقاتل للدفاع على ماله وإن قتل فهو شهيد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال:(يا رسول الله! الرجل يأتيني يريد مالي؟ فقال: لا تعطه مالك، قال: فإن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: فإن قتلته، قال: هو في النار، قال: فإن قتلني؟ قال: فأنت شهيد) فدل على أن من يقتل مظلوماً دون ماله أو نفسه أو نسائه فهو شهيد.
وهكذا من يقاتل لإخراج الكفرة من بلاده أو لإنقاذ بلاده التي ابتليت بالكفرة، ولمساعدة جماعته على إخراجهم، فهم مظلومون، لكن لا يكون جهادهم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) هذا لون وذاك لون، المقاتل الذي له الشرف الكامل وله فضل الجهاد الكامل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، هذا هو المجاهد في سبيل الله، الذي تعمه أحاديث فضل الجهاد وما وعد الله به المجاهدين، وهناك أنواع من القتال وأنواع من الجهاد يعتبر صاحبها مدافعاً ومظلوماً وشهيداً من أجل أنه مظلوم لا من أجل أنه قاتل في سبيل الله ولا أنه جاهد في سبيل الله.