أخبر عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه أن الجهاد واجب على المسلمين، فقال:(جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) وقال: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) فالجهاد أمره عظيم وشأنه كبير، وهو فرض على المسلمين مع القدرة وإذا تركوه أثموا جميعاً، فالواجب أن تقوم به طائفة من المسلمين من ذوي الكفاية تحصل بهم الكفاية، وتحصل بهم الفريضة من جهاد أهل الشرك بعد دعوتهم إلى الله، وبعد إيضاح السبيل لهم، وبعد إقامة الحجة عليهم.
وبين عليه الصلاة والسلام أن الجهاد أفضل الأعمال، قالت عائشة رضي الله عنها:(يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ فقال: لكنَّ أفضل الجهاد: حج مبرور) وأقرها على قولها: إنه أفضل الأعمال، ولما سألته:(هل على النساء جهاد؟ قال: نعم.
جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة) فدل ذلك على فضيلة الجهاد، وأنه في حق النساء الحج والعمرة، وأنهن لسن من أهل الجهاد للأعداء بالمال والنفس أو بالنفس فقط على خلاف، المهم أنهن لسن من أهل الجهاد بالنفس لأعداء الله؛ لأنهن عورة وفتنة، ولكن من شأنهن الجهاد بالحج والعمرة، والجهاد بالمال يعم الجميع أيضاً على ظاهر الآيات.