وهكذا نؤمن بجميع الرسل من أولهم إلى آخرهم نؤمن بهم جميعاً، وأنهم بلغوا الرسالة، وأدوا الأمانة عليهم الصلاة والسلام، ومنهم آدم عليه الصلاة والسلام رسول نبيٌ مكلَّم، فهو رسول الله إلى ذريته يدعوهم إلى توحيد الله، ويأمرهم بأمر الله، وينهاهم عن نهي الله، ثم بعث الله نوحاً عليه الصلاة والسلام، وذلك بعدما وقع الشرك في بني آدم.
فنوح هو أفضل الرسل إلى أهل الأرض، بعد ما وقع الشرك فيهم بعث الله نوحاً عليه الصلاة والسلام، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وصبر على أذى قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وظل فيهم يدعوهم إلى الله، فلما استمروا في العناد، أهلكهم الله بالغرق، وأنجاه وأصحاب السفينة عليه الصلاة والسلام، وهكذا من بعده من الرسل؛ كهود، وصالح، وشعيب، ولوط، وموسى، وهارون وغيرهم؛ كلهم بلغوا الرسالة، وأدوا الأمانة، إلى أن ختمهم الله بأفضلهم محمد عليه الصلاة والسلام فنؤمن بذلك كله.
فمن عقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان بالله ورسوله: أن نؤمن بهؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأنهم أدوا الرسالة وبلغوها، وأدوا أمانة الله وصبروا، فمنهم من قتل، ومنهم من سلم، وهم متفاوتون، فمنهم من تبعه جمع غفير، ومنهم من لم يتبعه إلا قليل، حتى قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس:(منهم من لم يتبعه إلا الرهيط -الثلاثة والأربعة والخمسة- ومنهم من لم يتبعه إلا الرجل والرجلان، ومن الرسل من لم يتبعه أحد) خالفه قومه كلهم والعياذ بالله!