والأصل السادس: الإيمان بالقدر، وهو أن الله علم الأشياء قبل أن تكون، فقد علمها سبحانه وقدرها، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فعلم أعمال العباد، وما يقع في هذه الدار، وما يقع في الآخرة، كل ذلك علمه سبحانه وأحصاه وكتبه.
فالمسلمون تلقوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم الإيمان باليوم الآخر، كما دل عليه القرآن:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ}[البقرة:١٣٦] وقال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[البقرة:١٧٧] .
فالمسلمون يتلقون إيمانهم عن رسولهم صلى الله عليه وسلم، وعن كتاب ربهم بهذه الأصول الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.
فتؤمن بأن الله علم الأشياء كلها، وأنه أحصاها وكتبها، وأنه سبحانه هو القادر على كل شيء، العالم بأحوال عباده، وأن العباد لن يخرجوا عن قدر الله وما سبق في علمه سبحانه وتعالى، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بذلك قالوا: يا رسول الله! إذا كان الله قد قدر كل شيء أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال:(اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ قوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[الليل:٥-١٠] ) .