ما صحة حديث:(اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) ، وحديث:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله؛ فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة) ؟
الجواب
حديث:(اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) ليس صحيحاً، موضوع عند أهل العلم، الذي في المهد لا يطلب العلم، ولا يعرف العلم، (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) ليس بصحيح؛ ولكن المعنى: يزيد في طلب العلم، والحث على طلب العلم، وكذلك الحديث الآخر:(اطلبوا العلم ولو في الصين) ليس بصحيح.
أما حديث:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله) فهو حديث صحيح، رواه مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني) .
فالظن بالله حسن طيب، هذا من أهم المهمات؛ ولكن إنما يحصل له ذلك إذا أحسن العمل، فإذا أحسن العمل حسُن ظنه، وأما إذا أساء العمل فلا يستقيم حسن ظنه وقد أساء العمل، فإن سوء العمل يدعوه إلى سوء الظن، كما في قول الشاعر:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
فالمقصود أن من أسباب حسن الظن بالله: الاجتهاد في طاعته، والحذر من معصيته سبحانه وتعالى.
فمن أحسن طاعته لله، واستقام على أمر الله، وتباعد عن محارم الله حسُن ظنه بالله، ومن ساءت أعماله ساءت ظنونه، نسأل الله السلامة.