للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النصيحة وأنواعها]

باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) .

هذا الحديث العظيم الجليل يدل على عظم شأن النصيحة، وأنها الدين؛ لأن المسلمين متى تناصحوا فيما بينهم، وتعاونوا على البر والتقوى، وتواصوا بالحق والصبر عليه استقام أمرهم، وعلا شأنهم، واتحدت كلمتهم وصفهم، ونصرهم الله على عدوهم، ومتى تخاذلوا، وغش بعضهم بعضاً، وخان بعضهم بعضاً؛ تفرقت الكلمة، وتكدرت القلوب، وحصل التباغض والفرقة والاختلاف، ولهذا أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى النصيحة، فقال: (الدين النصيحة) والنصيحة هي الإخلاص في الأمور، وعدم الغش فيها والخيانة أن يكون كل واحد ناصحاً في أعماله كلها ناصحاً في عمله لله، وفي عمله في كتاب الله، وفي عمله مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي عمله مع الأئمة والقادة، وفي عمله مع العامة، هكذا يكون المؤمن ناصحاً أينما كان، وفي أي عمل كان.

الدين النصيحة، يقال: ذهبٌ ناصح، أي: خالص ليس فيه غش، ويقال: عسل ناصح، أي: مصفى ليس فيه شيء من الغش ولا من الشمع، فالمعنى: الدين الإخلاص والصدق والصفا في كل شيء من أمور العبد مع ربه، ومع القرآن، ومع السنة، ومع العامة ومع الخاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>