فالنصيحة لله: الإخلاص في العمل، وأداء العمل كما شرع الله في جميع أعماله من صلاة وغيرها، أن يكون ناصحاً لله في كل أعماله في إيمانه بالله، وفي عبادته إياه، وفي جميع الأعمال التي شرعها الله سبحانه وتعالى، يؤديها كما أمر الله كاملة تامة، ليس فيها غش ولا خلل ولا نقص، بل يؤديها بغاية العناية والإخلاص والتمام والكمال.
وهكذا ينصح في كتاب الله العزيز، بتدبره والعمل بما فيه، وتحليل حلاله وتحريم حرامه، وتنفيذ أوامره والانتهاء عن نواهيه، والاعتبار بأمثاله وقصصه إلى غير ذلك، والنصح في القرآن من جميع الوجوه.
وهكذا النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن يمتثل أوامره، وينتهي عن نواهيه، عن إيمانٍ به وتصديق، وعن اعتقاد أنه رسول الله حقاً، وأن الواجب اتباعه والقيام بما شرع، عن إخلاص وصدق، وعن رغبة ورهبة وصفاء، لا عن غش وخيانة، ولا عن تفريط وإضاعة، بل يعمل بما أمر الله به ورسوله، إيمان المصدق والمخلص، هكذا المؤمن في أعماله كلها، يكون صادقاً مخلصاً، يعتني بعمله، وينقيه من كل عيب، من غش وخيانة وكذب وغير ذلك.