المحبة في الله من الخصال العظيمة المرضية، فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتاحبين فيه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(يقول الله جل وعلا: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتباذلين في، والمتجالسين في) ويقول صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) ، ويقول صلى الله عليه وسلم:(يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) ، فالمتحابون بجلال الله عليهم التعاون بالبر والتقوى، وعليهم التواصي بالحق، وعليهم التناصح.
ومن أسباب الثبات: الاستقامة على دين الله، ومحاسبة النفس وجهادها عليك أن تحاسبها، وأن تذكر قدومك على الله، ونقلك إلى القبر، فإن هذا مما يعينك على الثبات والاستقامة، وعليك بتدبر القرآن والإكثار من تلاوته، وهذا مما يعينك على الثبات على الحق والاستقامة عليه، فإن هذه الدار هي دار الفتن ودار المحن، فالواجب على المؤمن أن يثبت على الحق ويستقيم، وأن يتعاطى أسباب الثبات، وذلك بتدبر القرآن، والإكثار من تلاوته، وذكر الآخرة والجنة والنار، وصحبة الأخيار، والبعد عن صحبة الأشرار، كل هذه من أسباب السلامة والعافية والثبات على الحق.