[واجب المسلمين عامة ووزارة الأوقاف خاصة نحو الإمام ابن باز]
المقدم: حقيقة لدينا اتصال آخر تفضل أخي الكريم: المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: وعليكم السلام.
المتصل: معالي الشيخ عبد الله التركي عظم الله أجركم.
الشيخ: الله يعفو عنا وعنه ويجزيه عن المسلمين والإسلام خيراً.
المتصل: عظم الله أجر المسلمين في فقيد الإسلام عبد العزيز بن باز.
الشيخ: آمين.
المتصل: فضيلة الدكتور نرجوكم في هذه العجالة أن تفيدونا عما يجب أن يفعله المسلمون تجاه هذا العالم الجليل، ولأمثاله من العلماء الذين افتقدناهم، حتى تبقى ذكراهم في قلوب الأمة الإسلامية، وبارك الله فيك وفي هذه الأمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهم شيء في هذا المجال أن ندعو وأن يدعو المسلمون لسماحته بالمغفرة والرحمة، وأن يجزيه الله سبحانه وتعالى خير الجزاء عن جهوده العظيمة للإسلام والمسلمين.
والشيء المهم فيما يتعلق بالحديث عن العلماء وعن الدعاة أن يحرص الناس على الاقتداء بهم، وعلى تقدير العلم الذي يحملونه والدعوة التي يدعون إليها، العلماء هم ورثة الأنبياء، ولا شك أن قدوتنا وقدوة المسلمين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا العلم الإسلامي العلم بكتاب الله وبسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم ورثه العلماء العاملون، هؤلاء العلماء يجب على المسلمين أن يقدروهم ويحترموهم وأن يدعوا للميت منهم بالمغفرة، وللحي بالعون والتوفيق، وأن يحرص المسلم كل الحرص على الاستفادة من آثار هؤلاء العلماء.
سماحة الشيخ رحمه الله قدم على ما قدم، وجاهد في سبيل الله، وعمل الكثير في سبيل المسلمين، ولاشك أن من حقه علينا أن ندعو له بالرحمة وبالمغفرة، وأن نحرص كل الحرص على أن نسير على ذات المنهج والطريق الذي سار عليه ودعا إليه، لإنه منهج رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله وفي حب الخير للناس، وهكذا العلماء في كل وقت وفي كل مكان وفي كل مناسبة، العلماء هم ورثة الأنبياء، العلماء يدعون إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين كلفهم الله سبحانه وتعالى ببيان هذا الدين والدعوة إليه، ولذلك حينما نقول: ينبغي أن يقدر العالم، إنما يقدر لعلمه ولما يحمله من خير، ولما يتصف به من صفات عظيمة، ولا شك أن سماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله يتميز بصفات عظيمة تحدث عنها الناس ويعرفها الناس من أهمها: العمل والزهد والتواضع والحرص على نفع الناس، الحرص الكثير على نفع المسلمين، الاهتمام بقضاياهم.
المقدم: نود أن نقدم للشيخ موضوعات كثيرة لكن لدينا اتصال آخر.
المتصل: السلام عليكم المقدم: وعليكم السلام المتصل: حياك الله المقدم: الله يحييك المتصل: عظم الله أجر الجميع بفقيد الأمة الشيخ: رحمه الله المتصل: الشيخ: المعروف أن أكثر الدعاة في المملكة العربية السعودية وخاصة الذين يتبعون لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هم أبناء وتلاميذ لسماحة الشيخ عبد العزيز، فهم أقدر الناس على أن يسلكوا المنهج الذي سلكه في دعوتهم وفي خطبهم وفي دروسهم، إضافة إلى أن ما تقوم به الوزارة في مجال النشر والطباعة والأشرطة والتوزيع جزء كبير منها يمثل مؤلفات الشيخ وتوجيهاته رحمه الله والمنهج الذي سار عليه الشيخ، ووزارة الشئون الإسلامية في مجال الدعوة في المملكة العربية السعودية تسير على ذات المنهاج الذي سار عليه سماحة الشيخ عبد العزيز، وكما أشرت إليه سابقاً هو المنهج السلفي، هو المنهج الذي دعا إليه سابقاً الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأئمة الدعوة من بعده ونصرته المملكة العربية السعودية منذ عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، والأئمة من آل سعود منذ ذلك العهد إلى عهد الملك عبد العزيز رحمه الله إلى العهد الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله، يحرصون كل الحرص على التقيد بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبرد الناس إلى هذين المصدرين، هذا هو المنهاج الذي صار عليه أئمة هذه الدولة وعلماء هذه الدولة، ولا شك أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على ذات المنهاج وعلى ذات الطريق نفسه.
أما فيما يتعلق باقتراح رصد تراثه وجمعه، فلا شك أن الوزارة معنية بهذا الأمر وستسعى إن شاء الله لهذا، لكنه علم واسع وليس محصوراً للوزارة كما أشرت سابقاً، فينبغي أن يتنافس العلماء والدعاة والجامعات والمدارس، وسنرى المئات من الكتابات والأبحاث التي تتحدث في هذا المجال؛ لأنها لا تتحدث عن سماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله كشخص لكنها تتحدث عن الإسلام عن الدعوة إلى الله عن العلم الشرعي عن مكانة العلماء.
أما فيما يتعلق بالأنموذج، فلا شك أن سماحة الشيخ رحمه الله يمثل أنموذجاً فريداً في سلوكه، وتواضعه وعفته ورفقه وحرصه على مصالح الناس، وكل هذه الصفات قدوتنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينبغي للعلماء أن يحرصوا على التحلي بهذه الصفات، والخير إن شاء الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وسيستمر الخير ما دام أن القرآن محفوظ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:٩] ، وما دامت السنة قائمة، ومادام العلم الشرعي بين أيدي الناس، فالأمة التي تخرج منها الإمام أحمد وابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد العزيز بن باز وغيرهم من المشايخ، سيوجد بإذن الله فيها العلماء الذين توجد فيهم القدوة الصالحة، والناس يتفاوتون، وهذا ثبات من الله سبحانه وتعالى وتوفيق، فإذا أخلص الإنسان النية لله وأخذ بالأسباب حقق الكثير مما ينبغي أن يوجد في العالم حتى يكون مرجعاً للناس.
المقدم: ماذا لو جعلنا موسوعة لعلماء المملكة العربية السعودية، وعلماء الدعوة السلفية في العالم كله تتبناها الوزارة في هذا المجال؟ الشيخ: هذا الشيء من الأمور المهمة وإن شاء الله نسعى إليه في الوزارة، ولدينا العديد من الترجمات الآن عن علماء المملكة وكثير من الباحثين قدم ترجمات كثيرة سواء الشيخ عبد الله بن بسام، وغيره من المشايخ لهم جهد في هذا المجال، والجامعات الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود فيها العديد من الرسائل عن علماء وأئمة الدعوة منذ عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى الوقت الحاضر، أُخرجت رسائل عن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله والشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله، والشيخ القرعاوي، عملت أبحاث عن الشيخ عبد الله العنقري وعن العديد من مشايخ وعلماء المملكة، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حياته ثروة واسعة وفيها الجهد والجهاد العظيم في المجال العلمي الفقهي في مجال القضاء في مجال الأعمال الخيرية في مجالات عديدة في مجال الدعوة إلى الله في خارج المملكة كلها تحتاج إلى تسهيل وإلى دراسة وإلى استفادة من هذه التجربة الكبيرة.
المقدم: شكر الله لكم معالي الوزير، ونتمنى أن نستمر معكم ولكن الحقيقة أننا نعرف ظروفكم وارتباطاتكم وبخاصة في هذا اليوم، وقد طلبتم أن تكونوا لجزء يسير في البرنامج، والحقيقة نحن نشكركم شكراً جزيلاً ونعتذر للمشاهدين في ألا تكملوا معنا هذه الحلقة لهذا اليوم ونرجو أن يتسع المجال للقاءات أوسع بإذن الله تعالى.
الشيخ: إن شاء الله.
المقدم: شكراً جزيلاً معالي الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، والحقيقة لدينا ضيفان آخران كريمان نكمل معهما الحلقة وهما فضيلة الشيخ/ عبد الله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء ورئيس محكمة التمييز في مكة المكرمة سابقاً، وفضيلة الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز ابن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمة الله تعالى، فمرحباً بشيخينا الكريمين وأهلاً وسهلاً وحياكم الله لنستكمل الحديث عن سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، يا مرحباً بكما.
وفي واقع الأمر سمعتم ما تفضل به معالي الشيخ في الموضوع، وأود أن أبدأ مع فضيلة الشيخ عبد الله وقد قرأت لك رصداً لعلاقتك بسماحة الشيخ الوالد في الكتاب الذي صدر بعنوان الإنجاز في حياة الإمام عبد العزيز بن باز للأخ عبد الرحمن بن يوسف الرحمة، وأشرت فيه إلى علاقتك معه، وأيضاً كان رئيساً لك، وعملت معه سنتين، إضافة إلى الصلة المستمرة في هيئة كبار العلماء ووزارة الأوقاف، فهلا حدثتمونا عن بعض الذكريات الخاصة مع سماحته عليه رحمة الله.