وهناك أمر آخر من الأخلاق العظيمة لأهل العلم، وهو: الصبر على علمهم وعملهم ودعوتهم وتبليغهم فإنه قد يَنال العالم بعض الأذى، وقد يتعب في ذلك، قد تحصل له المشاق في دنياه وفي بدنه، وقد تحصل عليه أيضاً مشاق في دينه؛ لكن يجتهد في حفظ دينه، وفي الحرص على القيام بحق الله عليه، ومع ذلك يحرص على القيام بحق عباد الله، ويصبر على الأذى، كما فعل الرسل، فقد أوذوا وصبروا عليهم الصلاة والسلام، فلا بد أيضاًَ من الصبر من أهل العلم، المتأسين بالرسل عليهم الصلاة والسلام، لا بد من الصبر على ما قد يعتري الإنسان من تعب في دنياه، في ماله، وفي عرضه، وفي غير ذلك، لا بد من الصبر، والله جلَّ وعَلا يقول:{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}[الأحقاف:٣٥] ، ويقول سبحانه:{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}[النحل:١٢٧] ، ويقول سبحانه:{وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال:٤٦] ، ويقول عزَّ وجلَّ:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:١٠] .