وعلينا أن نؤمن بأن الله يبعث عباده بعد مماتهم في آخر الزمان، وعند قيام الساعة يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، فلا يبقى إلا الأشرار في خفة الطير وأحلام السباع، يأتيهم الشيطان ويزين لهم الشرك بالله، وعبادة غير الله، فيعبدون غير الله، وتمتلئ الأرض من شركهم وكفرهم وضلالهم، وعليهم تقوم الساعة، نسأل الله العافية.
فالله جل وعلا يحكم بين عباده يوم القيامة، ويجازيهم بأعمالهم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، كما قال جل وعلا:{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}[النجم:٣١] ، وقال جل وعلا:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}[الزلزلة:٧-٨] ، وقال سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}[النساء:٤٠] ، ويقول سبحانه:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[الأنبياء:٤٧] .
فجميع أعمال العباد يوفون إياها، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، فتنصب الموازين يوم القيامة وتوزن فيها أعمال العباد، فهذا يثقل ميزانه وهذا يخف ميزانه {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}[القارعة:٦-١١] ، فمن ثقلت موازينه أعطي كتابه بيمينه، ومن خفت موازينه أعطي كتابه بشماله، والعصاة الذين ماتوا على المعاصي والسيئات أمرهم إلى الله، من شاء سبحانه عفا عنه وأدخله الجنة، وصار من أهل اليمين من أهل النجاة والسعادة، ومن شاء سبحانه أدخله النار بذنوبه ومعاصيه، ثم بعد التطهير والتمحيص يخرجه الله من النار ويلتحق بإخوانه في الجنة.