للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دفع شبهة حول الاحتجاج بالقدر]

السؤال

يلبس الشيطان وقرناء السوء على بعض الشباب في مسألة القدر، وأنه لا فائدة من التمسك بالدين ما دام الأمر قد فُرغ منه، نرجو التوجيه من سماحتكم، جزاكم الله خير الجزاء؟

الجواب

هذه الشبهة قد وقعت قديماً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقعت للصحابة رضي الله عنهم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما حدثهم وقال: (ما منكم من أحد إلا وقد عُلِمَ مقعده من الجنة، ومقعده من النار، قالوا: يا رسول الله! ففيمَ العمل حينئذ؟! قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له؛ أما أهل السعادة فيُيَسَّروا لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فيُيَسَّروا لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قوله سبحانه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:٥-١٠] ) .

فهذا يبين لنا أن القدر مفروغ منه، وأن الله قد علم كل شيء، وأحصى كل شيء سبحانه وتعالى؛ ولكنه جعل لهذا أسباباً ولهذا أسباباً، فللخير أسباب، وللشر أسباب، وللجنة أعمال، وللنار أعمال، فمن كان من أهل السعادة، وفقه الله لأعمال أهل السعادة وأعانه، ومن كان من أهل الشقاوة يُيَسَّر لعمل أهل الشقاوة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فعلى المؤمن أن يجدَّ في العمل الذي يعلم أنه طيب، وأنه من أعمال أهل السعادة، على المؤمن أن يجِدَّ فيه، وأن يسارع إليه، وأن يكثر منه، وأن يحذر من الأعمال التي جعلها الله من أعمال أهل الشقاوة، ويبتعد عنها، وينفر الناس منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>