للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: تعريف النهي]

[المسألة الأولى: تعريف النهي لغة]

(نهي) النون والهاء والياء أصل صحيح يدل على غاية وبلوغ. ومنه نهيته عنه، وذلك لأمر يفعله. فإذا نهيته فانتهى عنك فتلك غاية ما كان وآخره.

والنهي ضد الأمر، وهو: طلب الامتناع عن الشيء، ونهاه عن كذا ينهاه نهياً، وتناهى أي: كف، وتناهوا عن المنكر أي: نهى بعضهم بعضاً.

والإنهاء في الأصل: إبلاغ النهي، ثم صار متعارفاً في كل إبلاغ، والنُهية -بالضم-: واحدة (النُهى) وهي العقول؛ لأنها تنهى عن القبيح (١).

قال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} (٢).

والنهي عند النحاة: طلب ترْك الفعل باستعمال (لا) الناهية والمضارع المجزوم (٣).

ونهى الله تعالى أي: حرم (٤)، والنهي: الزجر عن الشيء، وهو من حيث المعنى: لا فرق بين أن يكون بالقول أو بغيره.

قال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠)} (٥)، وقال تعالى: {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٦).

المسألة الثانية: تعريف النهي اصطلاحاً:

النهي بمعناه العام ضد الأمر، وقد تفاوتت عبارات علماء أصول الفقه في تعريف


(١) يُنظر: الصحاح (٦/ ٢٥١٧)، مقاييس اللغة (٥/ ٣٥٩)، لسان العرب (١٥/ ٣٤٦)، المعجم الوسيط (٢/ ٩٦٠).
(٢) سورة طه: جزء من الآية (٥٤).
(٣) يُنظر: المعجم الوسيط (٢/ ٩٦٠).
(٤) يُنظر: المصباح المنير (٢/ ٦٢٩).
(٥) سورة العلق: الآيات (٩ - ١٠).
(٦) سورة الحشر: جزء من الآية (٧).

<<  <   >  >>