للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستدلال به على جوازه في الفضاء أيضاً (١).

الدليل الثالث: أن قضاء الحاجة في حالة الاستدبار لا يوازي فرجه القِبلة، وإنما يوازي الأرض بخلاف حالة الاستقبال (٢).

نُوقش: بأنه يُردُّ بالأحاديث الصحيحة المصرِّحة بالنهي عن الاستقبال والاستدبار جميعاً (٣).

سبب الخلاف:

اختلافهم في الأخبار الواردة بشأنها، وبناء بعضها على بعض (٤).

الترجيح:

بعد عرض الأقوال وأدلتها يتبين أن الراجح -والله أعلم- القول الأول القائل بتحريم استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة في الفضاء دون البنيان.

سبب الترجيح:

أن هذا القول فيه الجمع بين الأحاديث المتعارضة، وإن أمكن الجمع فالمصير إليه واجب؛ وإعمال جميع الأدلة أولى من إهمال بعضها (٥).

[المطلب الثاني: القرينة الصارفة عن التحريم]

حمل أصحاب القول الثالث النهي على الكراهة في الفضاء والبنيان، والذي يظهر من كلام أهل العلم أن القرينة الصارفة له عن التحريم:

قرينة نصية، وفيها فِعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الدالُّ على الجواز:

فقد جاء في الأحاديث أنه مرة استقبل القبلة، وفي حديث آخر أنه استدبرها، فكأنه فعله لبيان الجواز، وأن النهي ليس للتحريم، والأحاديث التي نقلت فعله -صلى الله عليه وسلم- هي:


(١) يُنظر: نيل الأوطار (١/ ١٠٧).
(٢) يُنظر: بدائع الصنائع (٥/ ١٢٦).
(٣) يُنظر: المنهاج شرح صحيح مسلم (٣/ ١٥٥).
(٤) بداية المجتهد (١/ ٩٤)، المفهم (١/ ٥١٧).
(٥) موسوعة القواعد الفقهية (١/ ١/ ٢٦٤).

<<  <   >  >>