للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أخي لمن تنال العلم إلا بستة … سأنبيك عن تفصيلها ببيان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة … وإرشاد أستاذ وطول زمان

وقرن هاتين الجملتين بالنون لجمعه غيره معه في هذا الدعاء بخلاف الذي قبله لكونه تأليفه نفسه ثم أعتذر لذوي الألباب يعني بعدما قدمته من البسملة والحمد لله والصلاة والسلام على سيد الوجود غير ذلك أطلب من ذوي الألباب أي العقول قبول عذري، والعذر ما تأتي به لتسامح على فعل أمر أو تركه، وإنما اعتذر المص لما قيل إن العذر شفيع الذنب وستارة العيب يأتي به الأجر مستقيم ولا يطلبه إلا ذو قلب سليم ومن لازم الاعتذار الذل. والانكسار والاعتراف بالعجز والاستغفار وقبول العذر من المعتذرين من شأن كرام الناس (ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين (١)). وقد روى الترمذي وغيره (من أتى أخاه متنصلا من ذنب فليقبل اعتذارد محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد الحوض (٢)) وقال القائل:

إذا اعتذر الصديق إليك يوما … فجاوز عن مساويه الكثيرة

فإن الشافعي روى حديثا … بالإسناد الصحيح عن المغيرة

عن المختار أن الله يمحو … بعذر واحد ألفي كبيره

وروى ابن ماجه (من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه من الخطيئة مثل صاحب المكس (٣)) وقال بعضهم:

اقبل معاذير من أتاك معتذرا … واسمع مقالته إن بر أو فجرا

فقد أطاعك من يرضيك ظاهره … وقد أجلك من يعصيك مستترا


(١) جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، رقم الحديث: ٧٤١٦.
(٢) لم نطلع عليه في الترمذي والذي اطلعنا عليه. بروا آباءكم، تبركم أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس، تعف نساؤكم، ومن تنصل إليه فلم يقبل، لم يرد على الحوض. المستدرك على الصحيحين، ج ٤ ص ١٥٤.
(٣) من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها، كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس. سنن ابن ماجه، رقم الحديث: ٣٧١٨.