للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند الرمي بالتكبير وغيره، وقوله: "والافتخار" الخ، هذا جار في قتال العدو، وفي القتال الجائز بين المسلمين.

لا حديث ذكر الله؛ أي لا يجوز عند الرمي أن يتكلم بغير ما مر، بل إما حرام إن كانت فيه فاحشة وإلا فمكروه، فقوله: "حديث" بالإفراد، وما شرحته به هو لعبد الباقي: ومقتضاه أن قوله: "لا حديث"، معطو على فاضل "جاز". انتهى. وقال الشيخ إبراهيم: أي أن ذكر الله أحب من كلامه بالألفاظ المسابقة، وليس المراد بالحديث على هذه النسخة الحديث المروي عنه صلى الله عليه وسلم. انتهى. ومقتضاه أن قوله: "لا حديث"، عطف على قوله: "ذكر الله"، وفي نسخة: لأحاديث بالجمع، ولام الجر الدالة على التعليل، وهي متعلقة بجاز؛ أي وجاز الافتخار وما معه لأجل الأحاديث الواردة في الرمي.

حكاية: روى ابن الجوزي بسنده إلى ميسرة. قال: غزونا بعض الغزوات: فإذا بين الصفوف شاب يحمل على اليمنة ثم حمل على القلب ثم قال:

أحسن بمولاك سعيد ظنا … هذا الذي كنت له تمنى

تنح يا حور الجنان عنا … لا فيك قاتلنا ولا قتلنا

لكن إلى مليككن اشتقنا … قد علم السر وما أعلنا

ثم حمل وهو يقول:

قد كنت أرجو ورجاءي لم يخب … أن لا يضيع اليوم للرب التعب

يا من ملا تلك القصور باللعب … لولاك ما طبنا ولا طاب الطرب

ثم حمل حتى قتل منهم عددا كثيرا ورجع فحمل وهو يقول:

يا لعبة الخلد قفي واستمعي … لا فيك قاتلنا فكفي وارجعي

ثم ارجعي إلى الجنان واسرعي … لا تطمعي لا تطمعي لا تطمعي