للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شك أن الكبائر أكثر من هذه السبع بدليل الأحاديث المذكورة في هذا الباب وغيره، ولذلك قال ابن عباس حين سئل عن الكبائر فقال: هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع، وفي رواية عنه هي إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع، وعلى هذا فاقتصاره عليه السلام على هذه السبع في هذا الحديث يحتمل أن يكون هي التي أعلم بها في ذلك الوقت بالوحي ثم بعد ذلك أعلم بغيرها، ويحتمل أن يكون ذلك، لأن تلك السبع هي التي دعت الحاجة إليها في ذلك الوقت، أو التي سئل عنها في ذلك الوقت، وكذلك القول في كل حديث خصَّ عددًا من الكبائر والله تعالى أعلم" (١).

ثم هؤلاء الذين لا يرون حصرها بموجب هذه الأحاديث بعدد معين اختلفوا في تعريفها بضابط يضبطها على أقوال:

قيل: كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب فهو كبيرة، روي هذا عن ابن عباس، وقال به سعيد بن جبير (٢) ومجاهد (٣)، والحسن (٤).

وقيل: "الكبائر ما كان فيه من المظالم بينك وبين العباد، والصغائر ما كان بينك وبين الله، وقال به سفيان الثوري" (٥).


= الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها ح/ ٨٩، (٢/ ٤٤٤).
(١) المفهم (١/ ٢٨٣).
(٢) هو سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي أحد أعلام التابعين قتله الحجاج سنة (٩٥ هـ) وكان الناس في أشد الحاجة إلى علمه رحمه الله تعالى. حلية الأولياء (٤/ ٢٧٢)، تهذيب التهذيب (٢/ ٩).
(٣) هو مجاهد بن جبر المخزومي بالولاء المكي الثقة إمام التفسير من أئمة التابعين توفي سنة (١٠١ هـ)، حلية الأولياء (٣/ ٢٧٩)، صفة الصفوة (٢/ ٢٠٨).
(٤) تفسير الطبري (٤/ ٤٤).
(٥) مدارج السالكين لابن القيم (١/ ١٤٩).

<<  <   >  >>