للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث منهجهما في رؤية الله تعالى]

رؤية الله تعالى في الآخرة من أعظم مسائل الاعتقاد وأشرفها، وأجلها، إذ هي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، فهي، أعظم نعيم وعد الله به عباده المؤمنين، فلم يعط أهل الجنة شيئًا أحب إليهم من النظر إليه تبارك وتعالى، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" (١).

وقد أجمع على الإيمان بها السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم على توالي القرون.

ولذا ذكرها العلماء في أبواب الترغيب، ونعيم أهل الجنة، وكذلك في أبواب الاعتقاد.

وهي ليست صفة لله عز وجل؛ لأن الرؤية هنا لا تقوم بالله تعالى، بل المؤمنون هم الذين يرونه تعالى. وإنما ذكرت في مباحث الصفات لأنها محل نزاع بين السلف والخلف (٢)، ولأن نفاة الرؤية هم من نفاة الصفات.


(١) روا مسلم في كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى ح (١٨١) (٣/ ٢٠).
(٢) انظر الصفات الإلهية لمحمد أمان الجامي ص (٣٣٧).

<<  <   >  >>