للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} (١) فهذا إخبار عن غالب أحوال بني آدم معهم (٢).

والجن يموتون كالإنس كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون" (٣).

قال القرطبي: "إنما خص هذين النوعين بالموت، وإن كان جميع الحيوان يموت لأن هذين النوعين هما المكلفان المقصودان بالتبليغ والله أعلم" (٤).

[تكليفهم]

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} (٥) وقال تعالى {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} (٦).

قال القرطبي: "والحاصل من الكتاب والسنة: العلم القطعي بأن الجن والشياطين موجودون متعبدون بالأحكام الشرعية، على النحو الذي يليق بخلقتهم وأحوالهم، وأن نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رسول إلى الإنس


(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٧.
(٢) انظر: المفهم (٢/ ١٥٠)، وانظر: الأقوال في هذه المسألة في: كتاب عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة للدكتور عبد الكريم عبيدات ص (٢٩ - ٤١).
(٣) رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله عز وجل: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ} ح ٧٣٨٣ (١٣/ ٣٨٠)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ح ٢٧١٧ (١٧/ ٤٢).
(٤) المفهم (٧/ ٤٦).
(٥) سورة الذاريات، الآية: ٥٦.
(٦) سورة الأحقاف، الآيات: ٢٩ - ٣١.

<<  <   >  >>