للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - سلوك منهج السلف]

إن المخرج من الفتن والاعتصام من البدع، يكون بالالتزام بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وسنة الخلفاء من بعده، والاقتداء بالصحابة الكرام ومن بعدهم من أئمة الإسلام، فمن اقتدى بهم صار أقوم الناس سبيلًا، وأحسنهم طريقًا، ومن انحرف عن منهجهم وأراد الهدى في غير مسلكهم فقد ضل ضلالًا بعيدًا.

وقد بيَّن القرطبي أن الهدي هدي الصحابة - رضي الله عنهم - وأنهم القدوة لمن بعدهم، فقال: "الصحابة - رضي الله عنهم - لثقابة أذهانهم، وصحة فهومهم وغزارة علومهم أولى بالعلم ممن بعدهم، كيف لا، وهم أئمة الهدى، وبهم إلى كل العلوم يقتدى، وإليهم المرتجع وقولهم المتبع" (١).

وقال في الوصية باتباع منهج السلف، وضلال من خالفه: "لم يخض في شيء من تلك الأساليب السلف الماضون، فمن المحال والهذيان أن يشترط في صحة الإيمان ما لم يكن معروفًا، ولا معمولًا به لأهل ذلك الزمان، وهم من هم فهمًا عن الله، وأخذًا عن رسول الله، وتبليغًا لشريعته، وبيانًا لسنته وطريقته" (٢).

[المطلب الثاني: تعريف البدعة والموقف من المبتدعة]

[تعريف البدعة]

قال القرطبي في تعريف البدعة: "حقيقة البدعة ما ابتدئ وافتتح من غير أصل شرعي، وهي التي قال فيها - صلى الله عليه وسلم -: "من أحدث في أمرنا


(١) المفهم (١/ ٣٣٨).
(٢) المفهم (١/ ١٤٦).

<<  <   >  >>