للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-رضي الله عنه-: وصنف منهم في طول شبر، لهم مخالب وأنياب السباع، وتداعي الحمام وتسافد البهائم، وعواء الذئب، وشعور، تقيهم الحر والبرد، وآذان عظام إحداها وبرة يُشتُّون فيها، والأخرى جلدة يصيِّفون فيها، يحفرون السد حتى كادوا ينقبونه، فيعيده الله كما كان حتى يقولوا: ننقبه غدًا إن شاء الله، فينقبون ويخرجون، ويتحصن الناس بالحصون، فيرمون. إلى السماء فيُردُّ إليهم السهم ملطخًا بالدم، ثم يهلكهم الله بالنغف في رقابهم يعني الدود" (١).

قلت: أي القرطبي وسيأتي من أخبارهم الصحيحة ما يشهد بالصحة لأكثر هذين الحديثين (٢).

[خروجهم من السد]

خروج يأجوج ومأجوج من السد يكون في آخر الزمان، وهو من أشراط الساعة الكبرى، وقد دلَّ على خروجهم أدلة من الكتاب والسنة: قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (٩٧)} (٣)، وجاء في صحيح مسلم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذ أوحى الله إلى عيسى: أني قد أخرجت عبادًا لي لا يَدَان لأحدٍ بقتالهم، فحَرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج -وهم من كل حدبٍ ينسلون- فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماءٌ ويُحْصَرُ نبيُّ الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مئة دينار


(١) نفس الحديث الذي قبله.
(٢) المفهم (٧/ ٢٠٧).
(٣) سورة الأنبياء، الآيه: ٩٦، ٩٧.

<<  <   >  >>