للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سليمان بن حوط الله وبسبته من عبد الحق الخزرجي" (١).

ولا شك أن القرطبي قد استفاد من هذه الرحلات الالتقاء بعدد كبير من العلماء في مختلف بلدان العالم الإسلامي.

وبعد استقراره في مصر أخذ عن علمائها مع تصديه للتدريس فيها.

وكان في بداية طلبه قد اشتغل بعلم الكلام ثم تركه واتجه للفقه والحديث.

قال ابن مسدي: "أخذ نفسه بعلم الكلام وأن الجوهر الفرد لا يقبل الانقسام وتغلغل في تلك الشعاب عدة أحقاب" (٢).

وقال المقري: "وكان يشتغل أولًا بالمعقول" (٣) ويدل على ذلك تمكنه من علم الكلام ورده على الخائضين فيه (٤).

[المطلب الثاني: شيوخه]

أخذ أبو العباس العلم عن عدد من العلماء سواء في المشرق أو المغرب، وذلك خلال رحلاته العلمية، وتطوافه سائر الحواضر الإسلامية، ولكن مصادر ترجمته لم تزودنا إلَّا بعدد قليل منهم، لا يتناسبُ مع ما ذكر من كثرة رحلاته وتطوافه بسائر بلاد الإسلام، منذ نعومة أظفاره، فمنهم:

١ - أبو محمد القاسم بن فيرة بن أبي القاسم الشاطبي، المقرئ الضرير، عالم بالقراءات، محدث، مفسر، لغوي، له "حرز الأماني ووجه


(١) الديباج المذهب، ص (١٣١).
(٢) توضيح المشتبه (٨/ ١٣٩).
(٣) نفح الطيب (٢/ ٦١٥).
(٤) انظر على سبيل المثال: المفهم (٦/ ٦٩٠).

<<  <   >  >>